” الحوار “
للكاتب / أ عادل النايف .
كلنا نعلم جميعًا أن الحوار يعبر عن قيمة عظيمة و كذلك القرآن الكريم مليء بالحوارات .
و أول حوار بين الله عزوجل و ملائكته ، وبعد ذلك حوار بين الله عزوجل و إبليس وبعد ذلك حوار بين الله و رسله و أنبيائه.
من الفطرة قبول الآخر و الحوار معه .
قال تعالى : (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكي إلى الله و الله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير )
الدين قائم على ماذا ؟
الدين قائم على الحوار .
قال تعالى : (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) الحوار المحاورة و هي المجاوبة و مراجعة المنطق و الكلام في المخاطبة ، يقال يتحاورن أي يتراجعون الكلام.
عندما نختلف مع شخص ما في الحوار من المفترض أن نسعد ، لأن الإختلاف سنة كونية .
و الإختلاف في وجهات النظر أمر وارد ، ولكن أتعرفون ماهي المشكلة ، حينما نختلف مع شخص و يكون النقد ليس للفكرة أو الرسالة أو الأمر ، يكون النقد للشخص نفسه ، هنا نقول قف .
قال تعالى : (لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)
بعد ذلك يأتي ماذا ؟
التعارف .
قال تعالى : (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) من نعم الله علينا أيضاً ، أنه علم آدم الأسماء كلها ، نعم الأسماء كلها .
لولا وجود الأسماء لما عرفنا الأشياء و لم نسميها
بأسمائها .
لهذا كل أمر مقترن بالحوار ، أحيانا لغة الجسد ، تحسب تعبير أو حوار .
في أزمة كورونا أو كوفيد19 و بقاء الناس في منازلهم اكتشف البعض أنه كان مقصرا بحق أسرته ، زوجته و أبنائه ، بالحوار معهم .
حين يكون هناك حوار قائم في المنزل بين الزوج و زوجته و الأب مع أبنائه أو الأم مع أولادها ، تكون الحياة تسير بشكل صحيح و يكون الوالدين قدوة لأبنائهم في إقامة حوار هادف بينهما .
و البعض لم يعلم عن مواهب أبنائه ، إلا بعد هذه الأزمة و تواجده معهم .
أقول من كان بعيدا عن أسرته ، يجب أن ينتبه و يكون قريبا منهم و يكون الحوار قائم بينه و بين أسرته.
البعض لم يتربى على الحوار الصحيح بل على الأمر و النهي و تلقي الأوامر فقط .
وقد يستخدم البعض اسلوب التخويف و الضرب وعدم النقاش و المجادلة و القمع ، حوار الأباء مع الأبناء هو الطريق الصحيح للتربية الدينية الحقيقية .
اسمع لزوجتك اسمع لأبنائك لاتدع بعدك عنهم سبب في خسارتهم .
يجب أن يعرف الوالدين و المربي أن هناك من يشارككم تربية أبنائكم و هو الإعلام بكل وسائله .
وكذلك المدرسة و العائلة ، يجب علينا متابعة أبنائنا من غير تشكيك .
للحوار مع أبنائنا فوائد كثيرة منها :
التعبير عن احتيجاتهم و رغباتهم و ينمي الشخصية لديهم و عند خطأ الأبناء يجب علينا أن نحسن التصرف و ضبط النفس وعدم الانفعال و استخدام الحوار ، لأن أبنائنا في مراحل حياتهم سوف يكون لديهم أخطأ .
قال تعالى : (فبما رحمة من الله لنت لهم و لوكنت فظا غليظ القلب لانفظوا من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) .
ماذا فهمنا من هذه الآية :
1_ الرحمة
2_ الإستغفار و الدعاء
3_ ذكر الله اللين
4_ العفو و التسامح
اسأل نفسك هل أنت قريب من أبنائك ، هل تسمع لهم ، ولكن أقول حاور كي تتعلم و جادل كي تفهم .
عليك أن تعرف كيف تتعامل مع عقول الناس و تتفهم ثقافاتهم .
أيضا من أداب التخاطب أن ينادي بعضنا البعض بأحب الأسماء إليه .. الحوار علم و فن و مهارة .