أطباء العالم بين سنديان السياسة ومطرقة المدارس الطبية المتعددة



بقلم / فوزي محمد الأحمدي

يبدو أن جائحة كورونا قد كشفت الكثير من المستور في القطاع الصحي العالمي , قسم أبقراط الذي يدور حول إحترام حقوق المريض أصبح في مهب الريح ! لقد كشفت جائحة كورونا مدى تغول القرار السياسي على القرار الطبي , ترمب يطرد رئيس إطبا ء الاوبئة , الصين تضطهد مُكتشف فيروس كوورنا ، والذي أطلق تحذيرات مبكرة حوله . وتحول رجال السياسة الى أطباء يفتون بالكبير والصغير عن فيروس كورنا بل ويقترحون العديد من الأدوية للعلاج (القاتلة) ! بل وامتد ذلك كي يشمل رجال التقنية (بيل غيتس) وأيضا رجال الأعمال ؟! لقد أصبح ولاء الأطباء للجهة التي يعملون بها وليس للمريض (أبقراط), نلاحظ التخبط والتناقض الذي يعاني منه الأطباء في الوقت الحاضر , بدءا من تعريف الفيروس وطريقة العدوى ووسائل الوقاية وطرق العلاج . وأيضا نجد العديد من الدول تدعي أنها قد تمكنت من إكتشاف لقاح فعال للفيروس (التنافس) , والبعض من هذه الدول ما زالت تعيش وراء التاريخ وتحتل دائما (ذيل) الأمم في الكثير من المؤشرات الدولية , لقد كشفت كورونا مدى التباين في القدرات العلمية بين الأطباء في العالم تبعا للمدارس التي ينتمون إليها أو للقرار السياسي الذي يخضعون له . في روسيا سقوط غامض لأطباء من نوافذ المستشفيات (التصفية) , وإضراب البعض في دول أخرى (الضغط النفسسي) ! فيروس كورونا يكتشفه طبيب عيون ينتمي إلى المدرسة الطبية الأسيوية , وليس عالم بالفيروسات والأوبئة ! ايضا هناك مختبرات ما زالت بعيدة عن المراقبة الدولية ويعمل فيها العديد من العلماء المختصين في الحروب البيولوجية بدرجة (قتلة) , والفجوة العلمية التي تفصل بينهم وبين نظرائهم في القطاع الطبي (فلكية) . حاولت أمريكا أن تجعل من منظمة الصحة العالمية كبش فداء , ولكن كان للدول الأوروبية والصين الكلمة الفصل (الدعم) . الصين في قفص الإتهامات الأوروبية (التوظيف السياسي) . لقد أثبتت جائحة كورونا أن العالم بحاجة إلى التعاون والعمل معا في مواجهة الأوبئة التي سوف تتعرض لها البشرية مستقبلا . البنية التحتية للقطاع الصحي في العالم وبالذات أمريكا والغرب بحاجة الى تحديث وتطوير وإعادة النظر في (الخصخصة) , التي أثبتت الجائحة النتائج الكارثية التي ترتبت على خصخصة القطاع الصحي . الخلاصة أن أهل العلم (الأطباء) وأصحاب القرار (السياسيين) كانوا مرتبكين .