الحياة قرار
بقلم الكاتبة : عفاف الثقفي
قالوا ( لاحياة لمن لاقرار له )
والحقيقة أنّ البعض يفقد الكثير في هذه الدنيا وربمّا يغيب عن هذه الحياة وينتهي بمجرّد اتخاذه لقرارٍ ما..
لايكفي أن نؤمن بأنً كلّ مايُصيبنا هو قدر..بل لابد أن نعترف بأنّ الكثير ممّا يحدث لنا إنّما هو تبعات قرار..
لاننكر أنّ هناك شخصيات كثيرة ومختلفة في هذا العالم قدّر الله لها أن تلتقي في حدثٍ واحد متشابه ذلك أنّها اتخذت في مرحلة معيّنة نفس القرار..
ربّما مثلاً نجد المتعلّم والجاهل..الغني والفقير..الأبيض والأسود..قد إجتمعوا في بيت الله لآداء فريضة الحج أو العمرة..
أو ربّما يجتمعون لعمل فنّي ضخم..
رغم اختلاف الثقافات والبيئة والمواهب والقدرات
هم اجتمعوا حين اختاروا..وكان القرار..
مثالٌ بسيط لكنّه يدل على أنّ القرارات في حياتنا يومية وربّما لانلغي لها بال ولكنّنا في لحظة قد ندفع الكثير من الثمن لأنّنا لم ندرك ماوراء تلك القرارات البسيطة من خطورة..
البعض منّا يعيش وهو متنازل عن حقّهِ بالإختيار لسواه..ومسلّم أمر حياته لمن حوله ليقرّر له المصير في الدراسة..في الوظيفة..في اختيار ملابسه..وربّما في اختيار شريك العمر..وفي جميع أمور الحياة..
تمر سنين العمر وهو يفتقد مهارة التفكير..ويكون أسيراً لأهواء غيره بإسم الطًاعة ومثل هذا لايمكن أن يعتمد على ذاته وسيأتي اليوم الذي يفتقد أولئك المدبّرين لأموره فيصبح الفشل حليفه ولن يتجاوز أزمات الحياة بمفرده..
وهناك من سيظل يدفع ثمن قرارات المقرّبين منه والذين سيّروا حياته كيف شاءوا فيمضي العمر وهو غير قادر على معالجة تلك الأخطاء وسيبقى مستسلماً للأهداف المرسومة له بغير عناية ولا تخطيط صحيح..
كم هي رائعة المشورة وسؤال أهل الخبرة المعينين على الإختيارات المنطقية..أولئك الذين يضعون لنا البدائل عند الفشل..ويرسمون معنا وبكل ذكاء الطرق الأفضل نحو النجاح..
رغم ذلك هناك مواقف على المرء أن يخطًط ويقرّر بنفسه..بعد تفكيرٍ عميق..ودراسة لكافة الإحتمالات..والشجاعة إن خابت الآمال في النتائج..فالمواجهة قوّة..والتعلّم من الأخطاء لهوَ عين النّجاح..
وبالرغم من أنّ الإختيار في كثيرٍ من الأحيان ماهو إلاّ حريةً شخصية..إلاّ أنّه في أحيانٍ أخرى ربما يكون خطأٌ وجريمة لاينبغي التساهل فيها مهما اعتقدنا أنّنا أحرار..
فالمجتمع مثلاً يعاقب ذاك الشاب الذي سمحت له حريّته باتخاذ قرار التفحيط..
وتلك الفتاة التي سمحت لها حريتها باتخاذ قرار الهجرة والتّحدث بسوء عن وطنها ودينها وعاداتها وبيئتها..
هي قضية يوميّة ولكنّها درس علينا أن نعلّمه أبناءنا وطلاّبنا وأنفسنا وأفراد مجتمعنا..
لاحريّة لنا حين تمس حريتنا حقوق الآخرين..
لاحريّة لنا إذا طالت حريتنا أمننا وديننا ووطننا…
علينا أن نوجّه عقول هذا الجيل منذ الصغر لتحمّل المسئولية..
لننمّي فكرهم الإلكتروني ونكتشف ذكاءهم وقدراتهم فنحثّهم للنجاح ونعلّمهم الثقة بالذات حتى وإن فشلوا..
لندرّب الطفل الصغير كيف يكون كبيراً بعقله..منجزًا رغم صغره..موهوباً لايعرف اليأس..وأن ننتشلهم من عالم البرمجة التي ضيّقت أفق تفكيرهم ودمرّت خلايا المخ لديهم..
علينا أن نقصّ لهم قصص العظماء..ونعلّمهم كيف يرسموا الحلم ويسعوا لتحقيقه..
لنحكي لهم كل تفاصيل الفشل الذي يعقبه دوي النّجاح والتميّز..
ليعلموا أنّ القمّة تنتظرهم..
ولكن عليهم أن يؤمنوا..
بأنّ الحياة…قراااااااااااااااااااااار