وسائل التواصل الاجتماعي …



للكاتب / أ. عادل النايف

“قد نسميها أحيانًا و سائل التشتت الاجتماعي”
لماذا ؟

لإنها بالمختصر أبعدت الأسر عن بعضها و هم في منزل واحد و تحت سقف واحد ، قد تجد الزوج و الزوجة بعيدين عن بعضهما ، و عن أبنائهم ، و عندما يكون رب الأسر قدوة لمن هم في المنزل فكيف يكون حال المركب ، إذا كان الربان و القدوة لم يسلك الطريق السليم و الصحيح المؤدي لبر الامان .

فكيف حال الرعية ، ماهو حال الزوجة و الأبناء ، كن قدوة حسنة لأهل بيتك .

لاتدع أبنائك في معزل عنك ، و لافي خلوه مع الهاتف النقال أو الأيباد أو جهاز الكمبيوتر أو البلاستيشن ، لأن في وسائل التواصل (السوشيال ميديا) يتم التواصل مع شريحة كبيرة من الناس في مختلف البلدان و الأطياف و الفكر و الديانات و العادات و تبادل الثقافات الحسنة التي تتناسب مع ديننا و عادتنا الحميدة شيء جميل ، ولكن الشر و الخراب و التفاهات التي تنقل و المقاطع التي تروج أمر مخجل للأسف .

يمكن لنا تعريف السوشيال ميديا بأنها عبارة عن مواقع على صفحة الإنترنت العالمية ، وهي تم إنشاؤها من قبل ملايين من الأشخاص و السوشيال ميديا يشمل أيضًا مواقع الإنترنت و الشبكات الإجتماعية عبر الإنترنت أو تلك التطبيقات المحملة على سطح الهاتف النقال أو الآيباد قد ينتهي مستقبل إبنك أو ابنتك بلعبه عبر الإنترنت أو تطبيق من تلك التطبيقات ، كالسناب ، تويتر ، فيسبوك ، انستقرام و غيرها .

كنا في وقت مضى لانعلم مايدور في داخل البيوت ، الأن قد تصل إليك تفاصيل البيوت وأخبارهم وأنت في منزلك .

أين الخصوصية ؟

حينما تمنح المراهق الحرية و حرية التصرف عبر الإنترنت و تجعله يحوم في هذا الفضاء من غير حسيب ولارقيب ، ماذا تتوقع النتيجة ؟

كم طفل فقده والدها و إخوته و السبب الألعاب التي لاتخفى عليكم ، من المسؤول ؟

قد يقول البعض من الصعب أن نمنع أبنائنا من تلك الأجهزة مثل البلاستيشن والايباد ، و غيرها ، ولكن بيدك أن تعرف هل تلك اللعبة مناسبه لسنه ، و أيضًا بيدك تحديد الوقت الكافي له .

مثال : في يومي الخميس و الجمعة لمدة ساعتين أليست كافية منها يحترم الوقت ، ويتعلم كيف يحافظ على صحته .

في بعض الدول الأجنبية هناك تحديد لوقت اللعب في الأيباد و الألعاب الإلكترونية ، و لسن معين .

عزيزي المربي هناك من يشاركك تربية أبنائك ، وهو الإعلام بجميع وسائله ، فلا تدع شياطين الإنس تشاركك تربية أبنائك ، تربيهم على الدين الحنيف و مكارم الأخلاق ، و الشريك يربيهم لك على مخالفة ذلك و هدم القيم .

للأسف بعض من هم يظهرون في وسائل التواصل ليس لديهم الثقافة الحقيقية و المعرفة والأدب ، هناك ألفاظ تقال لاتصدر من إنسان عاقل و هدم لقيم الإنسان بتلك التصرفات و هدر للوقت دون فائدة ، بل يكتسب المراهق أو الطفل عادات سيئة و سلوكيات مشينه .

والبعض يروج لإعلانات كاذبه مقابل وجبة أو فنجان قهوة أو مبلغ زهيد يقتضيه ، و المصيبة حينما يروج لأدوية إما لتخسيس أو فتح الشهيه أو ماشابهها ، هذه تحتاج متخصصين بهذا المجال .

ومنهم الكثير و الكثير يدّعون المعرفة بكل أمر و تظليل الناس ، و يتكلمون بكل مجال .

عتب المحب على بعضًا من الدوائر الحكومية التي تستعين بهؤلاء للإعلان كل دائرة حكومية يجب أن يكون لديها قسم خاص بالعلاقات العامة و الإعلام هؤلاء سوف يأتي يوم و ينتهون .

علينا التخلص من المحتوى الفارغ و أن نصنع محتوى ثقافيًا هادفًا .

الأن حان الوقت كمجتمع أن نصلح مع مثقفينا الحقيقيين و الأدباء النبلاء في مجتمعنا الكريم نحن نخسر مثقفين بغياب التقدير و التمكين لهم .

نردد دائمًا (لاتجعلوا من الحمقى مشاهير) ، ولكن للأسف نردد مجرد كلام ، الكثير منا من صنع هؤلاء ، الحمقى و يتابعونهم من هم على شاكلتهم ..

عندما تسأل من يتابعهم ، هل يضيفون لك شيءً ، سوف يقول لا و لكن مجرد لهو و لعب .

بدلاً من أن تهدر وقتك على هؤلاء ، إبحث عن المثقف الحقيقي و الأديب المتميز ، لأنه سوف يضيف لك الكثير ، و خيراً لك من أن تهدر وقتك ، إحفظ القرآن الكريم ومنه تتعلم الحكمة والكثير الكثير من أمور دينك و دنياك .

(تذكر أن التقنية نعمة ، سهلت الكثير و قربت البعيد ، لاتحولها إلى نقمة بإستخدامك السيء ) .

وفي الختام اجعل الحوار قائم بينك و بين أسرتك و ناقشهم عن أحوالهم .