فيروس كورونا: كيف يحاول منافسون صينيون انتزاع عرش “زووم”؟
اكتسبت الاجتماعات التي تعقد عبر الإنترنت أهمية كبيرة فيما يحاول العالم التأقلم مع “الوضع الطبيعي الجديد” الذي خلقه وباء فيروس كورونا.
وحتى مع تخفيف إجراءات الإغلاق المعمول بها، يعتبر هذا الأسلوب آمنا وسهلا ومجانيا في عقد اجتماعات العمل والتواصل الاجتماعي.
وأصبح تطبيق “زووم” التطبيق المفضل لدى الملايين، إذ طغى على تطبيقات مماثلة أنتجتها شركات كبرى مثل مايكروسوفت وغوغل.
ولكن الشركة التي أنتجت “زوم” تواجه الآن تحديات شديدة من جانب كبريات شركات التكنولوجيا الصينية.
وكانت بكين قد حجبت النسخة الدولية من “زوم” لفترة في سبتمبر الماضي، وهو ما جعل الساحة مفتوحة للاعبين صينيين محليين، مثل تطبيق “دينغ توك” من شركة علي بابا و”فووف” المدعوم من قبل شركة تنسنت.
ومنذ ذلك الحين، تمكن تطبيقان صينيان للتواصل بالفيديو عبر الإنترنت من توسيع حجم ونطاق خدماتهما بشكل كبير.
ويقول القائمون على تطبيق “دينغ توك”، الذي أنتجته شركة علي بابا، إن أكثر من 10 ملايين شركة ومؤسسة وأكثر من 120 مليون طالب في الصين يستخدمون التطبيق.
وفيما أُجبر الكثير من الناس على العمل من منازلهم، نجح تطبيق “دينغ توك” في زيادة الحد الأقصى لعدد الأشخاص المشاركين في اجتماع واحد بمقدار ثلاثة أمثال، إلى أكثر بقليل من 300 مشارك.
وفي أبريل/ نيسان، طرحت شركة علي بابا النسخة الدولية من “دينغ توك”، والتي تحمل اسم “دينغ توك لايت”، في الأسواق الآسيوية، بما فيها اليابان وسنغافورة وهونغ كونغ. والتطبيق متوفر الآن باللغات اليابانية والإنجليزية والصينية.
وقبل أسبوعين من ذلك، كانت شركة تنسنت الصينية، العملاقة في مجال تطبيقات الألعاب، قد أتاحت تطبيقها الخاص بالتواصل عبر الفيديو للاستخدام على النطاق الدولي.
تطبيق “فووف” هو النسخة الدولية من تطبيق “تنسنت ميتنغ” الذي طُرح في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. والتطبيق متاح الآن للمستخدمين في العديد من الدول، ومنها الهند واليابان وسنغافورة. وبإمكان مستخدمي التطبيق ترتيب اجتماعات يشارك في الواحد منها 300 شخص.
وعند طرح “فووف”، قالت لوري وو، نائبة مدير قسم الخدمات السحابية في شركة تنسنت، إنه “مع زيادة عدد الإصابات بكوفيد 19 خارج الصين، نتطلع إلى التمكن من توفير القدرة على العمل عن بعد لعملائنا في مناطق ودول أخرى. في الأيام القادمة، ننوي طرح خدماتنا في كل دول العالم، مع مراعاة التعليمات والقوانين المحلية في كل دولة”.
وفي بداية الشهر الحالي، تعرض تطبيق “زووم” لقيود إضافية في الصين.
وقال متحدث باسم “زووم” لبي بي سي “في البر الصيني، يقتصر تسجيل المستخدمين الجدد حاليا على عملاء الشركات الذين يسجلون حساباتهم عن طريق ممثلي مبيعات معترف بهم. بإمكان المستخدمين المستقلين في البر الصيني المشاركة في الاجتماعات التي يستضيفها مستخدمون مسجلون بالفعل”.
ويقول القائمون على “زووم” إن عدد مستخدمي التطبيق الذين يشاركون في اجتماعات مرئية يوميا يبلغ 300 مليون شخص، ولكن الشركة لا تنشر أعداد المستخدمين اليوميين أو المستخدمين المسجلين.
وتفيد شركة بحوث شفافية الأسواق (Transparency Market Research)، المعنية بالتنبؤ والتحليل في مجال الأعمال، بأن من المتوقع أن تصل قيمة السوق الدولية لتكنولوجيا اجتماعات الفيديو إلى 16 مليار دولار في عام 2030. وكانت قيمة هذه السوق في العام الماضي 6 مليارات دولار فقط.
ويقول ريشي دالوريا محلل شؤون البرمجيات في شركة (DA Davidson) إن “تطبيق زووم موجه بشكل رئيسي للشركات وليس للأفراد. ولكن انتشار كوفيد 19 والإغلاقات التي نتجت عنه أدت إلى تبني المستهلكين لزووم بشكل سريع. ولكن تذكروا أن زووم لا يحاول التربح من هؤلاء المستهلكين عبر الإعلانات أو البيانات”.
وأضاف: “بالمقابل، لدى شركتي تنسنت وعلي بابا (اللتين تمتلكان تطبيقي فووف ودينغ توك) مصالح تجارية كبيرة تعتمد على الإعلانات والمعلومات الخاصة بالمستخدمين”.