البركان الداخلي



بقلم الكاتبة : هبة صالح رزق

يومياتنا لاتخلوا من العلاقات وكما هو متعارف عليه أن تعاملاتنا مع من حولنا تحتاج منا لقبولهم وعدم تعدي حقوقهم، بل ويجب علينا حينما نتعامل معهم أن نحترم حدودنا معهم وأن نحاول أن نكون لبقين أصحاب ذوق في عدم خوضنا معهم في معارك قد تصيب البركان الخامد في داخلهم ونكون نحن سبباً في ثورته وهيجانه فلطفاً بمن حولكم ففي القلوب ما يكفيها.
لذلك اعرف صلاحياتك قبل الدخول في أي علاقة ولاتعطي لنفسك الصلاحية لأن تتدخل فيما لايعنيك فمن أبسط حقوق الناس عليك أن لا تنصح إن لم يطلب منك النصح و لاتكن الموجه لمن لم يطلب منك التوجيه فلم تُخلق وتتواجد بينهم لتحاسبهم على مايفعلونه
بل لتكن أنت المؤثر الايجابي عليهم بتناغمك وتجاذبك أطراف الحديث معهم فكن ماهراً في أن تصنع معهم أجمل اللحظات التي تبقى في الذاكرة مدى العمر وتأكد إن سألت كثيراً ودققت فأنت تخنقهم وتحرق لحظاتهم ووجودك معهم سيكون غير مرغوب فيه وحينها البعد عن مجالستك هو نعمة والقرب منك يعتبر نقمة. لا داعي للأسئلة التي إجابتها لن تغني ولا تسمن من جوع واعلم أن كثرة العتاب هو بداية لخسارة الكثير من العلاقات ومن حق الناس عليك أن تجعلهم يرتقوا بوجودك ومن حق ذاتك عليك أن تكون مكسب للجميع لا مصدرًا للأذية وأداة تسبب القلق وانتهاك الخصوصية.
تذكر أننا مختلفون ورغم هذا الاختلاف في الثقافات وفي العادات تجد أن هناك فئة من البشر الوقت يمضي معهم سريعاً، لأنهم يتقنون ويفهمون فن المساحات مع من حولهم يحترمون وجهات نظرهم، يعلمون أنّ هناك قلوب متعطشة لكلمة طيبة، فجعلوا سياسيتهم نحن من نروي قلوب من حولنا بعبارات تسعد قلوبهم وتجعلها ترى النور.
حاول واجتهد أن تكون منهم حتى يصبح وجودك راحة لهم وخامدًا للبركان. وأحسن الذوق وكن سخياً في لطفاتك وحسن أخلاقك معهم حتى تصبح مكسب وتفرض حبك واحترامك عليهم.
وتذكر دوماً أنّه لن يبقى لك إلا الأثر الذي ستخلفه بعدك.