ضجيج بداخلي و دورة الصاعقة



بقلم / أ.بدر يحيى الزهراني

حين يمر ٣٦٠ يوما حتى تصلح ما تركه (أثر ) بنفسك كان قد وضع بموقف في الذاكرة بالماضي يعني مثلما تقول فرصة سنوية لك .
بالأمس القريب في نظري البسيط أتى عيد الفطر لعام ١٤٤٠ وكان لأول سنة لمستواي الشخصي أن يتم تشييد مراسم العيد دون تواجد الأهل من والداي والأخوان ودون وجود المجتمع الذي اعتادته نفسي على ملاطفتهم بالعيد والتي كانت تلامس شيء جميل بقلبي من إحساس ومشاعر وأجواء افتقدها طوال السنة ويكفيني شبعاً حتى التخمة رؤية والداي يتمتعان بالصحة والعافية أمام ناظري لأنهم وإن شرحوا يصعب استخدام الكلمات والحروف عما أستطيع شرحه من فرح ومشاعر وإحساس ولكن يبقى ما بالسرائر ما الله به أعلم
نعم كان جرح كبير وظلمة واسعة في ذلك الوقت لأنه حالت ظروف العمل بيني وبين ما أتمناه لنفسي ولأهلي
أقمت مراسم العيد لحالي مع زوجتي وأبنائي دون أهلي و والداي
كنت أشعر وقتها حينما أعمل على إسعاد نفسي مع الأبناء أنني أزيد نفسي تعاسة وكآبة فلقد اعتدت لمدة خمس وثلاثين سنة على قضاء العيد مع العائلة كاملة

اتصلت بوالدتي يوم العيد وكنت أريد أن ألملم ما بقي من فتات المشاعر فتناثر الرصيد الذي كنت قد كنزته لباقي يوم العيد وبعد سماعي صوتها لم أتمالك نفسي.
بكيت وشقت الدموع طريقها علي وجنات وجهي
وهذا ليس إلا من جلسات التعذيب النفسي التي وضعتها لنفسي في يوم العيد ، تم وضع خطة للعيد الذي يليه للسنة القادمة أي بعد ٣٦٠ يوم واستعديت وخططت ومهلة سنة كافية بكل تفاصيلها واتخاذ القرارات أصبحت جيدة لي ومنها الاعتذار عن أعمال العيد في العمل مقابل أن أشارك العيد من أحب وقع ما لم يكن بالحسبان
فكل خططي لن تجد لها سبيل في الواقع الجديد لأن كل الظروف تجددت وتغيرت وتغير ذلك كثيراً وسريعاً.
اجتاح فإيروس كرونا البلاد والعالم أجمع فأصبح اليوم الذي أسعى وأبذل له السبيل لتحقيق المراد شيء من السراب وأصبح الوضع أنجو بنفسك لن أسترسل بالمشاعر وتفاصيل ذلك ولكن الآن انعكست الطريقة والخطة والمطلوب الآن التباعد عنهم قدر الإمكان وتقليل من التواجد الاجتماعي ، ولم يكن يوماً واحداً أريد أن أشاركه أهلي
الآن أتمنى أن يكونوا بصحة وعافية هي الأمل الوحيد .

فسبحان الله العام الماضي ابتعدوا عني خمسة أيام قبل العيد والآن قد تجاوزت ال ١٠٠ يوم قبل يوم العيد دون أن أراهم.

كل خططي وأمنياتي التي وضعتها لتعويض نفسي للعيد الماضي اليوم تلاشت بتاتاً.

وتم إعلان العيد

وترددت في إظهار المشاعر حتى لنفسي ولداخلي
حتى لو كذاباً تم إتلاف الخطط والمشاريع وأقمنا العيد مع أبنائي وزوجتي وهنا بدأ الدرس الجديد لي في الحياة والذي تعلمته يوم العيد والذي لم أفهمه بالأمس وهو
(التكيف مع الواقع) وهو أساس الدورات العسكرية ومنها الصاعقة لمواجهة الصعاب وليس الأسلوب هذا للعسكر فقط

إنما هذه الحياة

تجاهلت ذلك قبل سنة ولكن ها هو يأتيني اليوم بشكل جديد ولكن تعلمت اليوم كيف أتقنه الحمد لله فمما ما تعلمته الآن تعلمت هو التكيف مع الواقع

تكيف مع ظروف حياتك اليومية والمالية والواقع أيضاً تكيف معه
لا تلبس ثوب ليس لك أو تجامل ما بداخلك بكذب فذاتك الداخلية بريئة فلا تكذب عليها .
والآن بالمختصر :
جميع أهلي بخير
جميع الظروف جيدة
من أحبهم على قيد الحياة وبصحة جيدة
ليس لدي ما يعكر الجو العام إلا أحاسيس مادية لو رأيت قمتها لتغيرت عندي أمواج التعكير
وهذا ولله الحمد عندي لهو الكنز الكبير

رسالة لي شخصياً أولا ولمن أحب ثانياً
ليست الدنيا مسيرة لرغباتنا ولإسعادنا وإنما نحن من نقود أنفسنا لذلك
من نحب على قيد الحياة أي ما زالت الفرصة سانحة للحب والتعايش
الفُرقة صعبة وإن قست ولكن لا تجعلها تسيطر على قلبك وتفرع حياك وظروفها
وأخيراً لا يوجد شي كاملاً ولكن أسعد نفسك بما تستطيع فليس من واجب الآخرين إسعادك.