جورج فلويد” هل يسقط ترمب ؟!



بقلم / فوزي محمد الأحمدي

بعد أن تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الإطاحة بجميع خصومه في البيت الأبيض والدفاع والخارجية والإستخبارات ومجلس الشيوخ والنواب وتقرير موللر , ونجاحه في جميع الحروب الدونكيشوتية التي خاضها ضد الحلفاء قبل الأعداء والتي لم تسلم منها حتى المنظمات الدولية , بل واستطاع أن يضخ الحياة في شرايين الإقتصاد الأمريكي من خلال توفير الملايين من فرص العمل وتحقيق نمو لم يشهده الإقتصاد الأمريكي منذ عقود ؟! وبالتالي أصبح فوزه بولاية ثانية في إنتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة مجرد تحصيل حاصل ! ولكن ما تأتي به الريح تأخذه العواصف لقد حدث ما لم يكن في الحسبان , وبما أن المصائب لا تأتي فرادى وهذا ما ينطبق على الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حاليا ! جاءت جائحة كورونا وفشل فشلا ذريعا في إدارة الملف , ونتج عن ذلك خسائر تقدر بالتريليونات من الدولارات وإحالة أكثر من (38) مليون مواطن أمريكي إلى نادي البطالة , كي تسقط أهم ورقة رابحة في يده (الإقتصاد) ! وفي الوقت الذي كان يتهم كل من الصين ومنظمة الصحة العالمية بالتسبب في نشر فيروس كورونا , يأتي مقتل جورج فلويد الأسود من أصول إفريقية على يد شرطي أبيض من أصول أوروبية , وما تبع ذلك من فوضى وإضطرابات ونهب وسلب وسقوط قتلى وجرحى بين أفراد الشرطة والمتظاهرين , كي تقلب الطاولة في وجه ترمب وتقضي على أي بصيص أمل في فوزه بمنصب الرئاسة لفترة ثانية الحزب الديموقراطي ركب الموجة (الدولة العميقة) , حيث أعلن كل من بايدن مرشح الحزب والرئيس السابق أوباما عن وقوفهم إلى جانب المتظاهرين . في الوقت الذي يتهم فيه ترمب المتظاهرين باللصوص وقطاع الطرق والرعاع والبلطجية ! . يحاول جاهدا إصلاح ما أفسده من خلال إرضاء لوبي النفط (رفع الأسعار) , حمل الإنجيل لإرضاء المحافظين , التعجيل بالإنسحاب من أفغانستان , وفي النهاية هل يلجأ ترمب إلى إفتعال أزمة عالمية أو إشعال حرب خارجية من أجل خلط الأوراق (الصندوق الإنتخابي) ؟! أم يتم إجباره على الإستقالة من قبل الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه (كبش فداء) وإستبداله بنائبه مايك بنس الذي يلتزم الصمت حاليا من أجل إمتصاض غضب الشعب الأمريكي على كل سقوط ترمب أصبح مسألة وقت وكلما طال أمد المظاهرات كلما إقترب من السقوط أكثر فأكثر , في حال سقوط ترمب سوف تحدث إنفراجة في العلاقات الدولية وسوف يؤدي ذلك إلى تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية وبالذات في مجال الإقتصاد وحقوق الإنسان وسوف يكون لذلك تداعيات على العديد من دول العالم .