من أقبح الخصال…
بقلم الأستاذ سالم بن دشان
هناك صفه مقيته لاتكن فيك، واحذر أن تتصف بها وقد اختصها بها من خلقك وخلق الخلق لنفسه ألا وهي: الكِبر.
وأشمل تعريف للكبر هو استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالناس، واستصغارهم، والترفع على من يجب التواضع له.
وإذا رزقك الله أي فضيلة أو أي نعمة فاحمد المنعم عليك، واعلم أنك لست كامل الصفات، ففيك نقص، ونقصك موجود عند غيرك، وهذا من حكمة الله تعالى حتى يحتاج البشر بعضهم بعضا.
والكبر ممقوت في كل الأحوال وعلى جميع الخلق ولكن هناك كبر أشد فضاعة وأشد مقتا:
أولا : الكبر، بعدم قبول الحق أو النصيحة وما منع كفار قريش واليهود من قبول رسالة الإسلام إلا الكبر، فاقبل الحق والنصيحة الصحيحة.
ثانيا: الكبر على الوالدين برأيك ظانًا نفسك أفهم وأوعى وما علمت أنهم سبب وجودك بعد الله من العدم وهما من رباك وعلماك كيف تنطق وكيف تتحرك ..إلى أخره.
ثالثا: الكبر على الأقارب لحمك ودمك وعصبتك وبصلتهم يطول العمر ويُبسط لك في الرزق، فمن أقبح الكبر التكبر عليهم وهم أولى بالتواضع والإحسان.
رابعا: الكبر على الضعفاء والمساكين والفقراء إذا أتاك محتاج فانظر إليه بعين الشفقه والرحمة ولاتنظر إليه بعين التعالي والكبر.
إن كنت صاحب علم فعلّمه، وإن كنت صاحب مشورة فدلّه، وإن كنت صاحب فضل وإحسان أو وجاهه أو أي مماتفضل الله به عليك فقدم ماتستطيع أو رده بأدب.
الكبر مقيت كله ولكن هذه أمقت صفاته.
عود نفسك على التواضع، وقد جاء في الحديث (من تواضع لله رفعه) يرفعك كيفما شاء وكيف شاء ولاتنازع خالقك في صفة من صفاته لم يعطي منها أحد من خلقه ومن نازعه فيها حشر يوم القيامة كالذر تحت أقدام البشر واعلم أن الأيام دول .
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمنُ ساءته أزمان
ولقد أجمعت البشر سلفًا وخلفًا على نبذ وكره ومقت المتكبر حتى لو رأى نفسه أنه رفيعا.
وقدوة المتكبر الشيطان فأول ذنب عصي الله به الكِبر عندما رأى الشيطان نفسه بأنه أفضل من آدم وأنه مخلوق من نار وآدم من طين دع الكبر وأهله وإعلم أن سوء الأخلاق يعدي ومن أقبحها الكبر عافنا الله وإياكم واجعل هذا الحديث بين عينيك عن النبي ﷺ قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.