صديقي الإلكتروني – مع التحيّة



بقلم الأستاذ : جلعود بن دخيل

أصبحت علاقات الناس عن بعد وعبر البرامج الإلكترونية وما يسمى ببرامج التواصل الإجتماعي مقززة إلى درجة قصوى وانا احد المتضررين والمستفيدين منها .

حتى أن بعض الأقرباء بالدم لايتقابلون إلا نادراً بحكم التباعد والانشغال في هذه الحياة التي تجزأت الى نوم او اكل والجزء الأخير وهو المتغلب على الأجزاء السابقة التسلية والبحث واللعب والاستفادة من هذه البرامج ولم يعد في برنامجنا اليومي زيارة من يجب علينا زيارته والاطمئنان عليه عن قرب.

هذه البرامج نستخدمها قبل النوم حتى ان جوالاتنا تسقط من ايدينا ونحن في مقدمات النوم ، وعلى موائدنا ترى بعض ابناء الاسرة يأكل بيد والجوال في اليد الأخرى وكذلك قيادة السيارة.

ولا استغرب عندما ارى حتى ناضجي العقول ومن يعتبرون قدوات في المجتمع يسيرون في نفس التوجه دون توقف لأننا امام كارثة مجتمعية.

وما أن تنظر إلى هؤلاء الاشخاص الذين يعانون منها إلا وتجد أن هنالك أطراف متواصلة معهم لحظة بلحظة واصبحوا اكثر من الأقارب الذين لايرون بعضهم الا في المناسبات الكبيرة او الوفيات.

إذا سألته وقلت له من معك متواصل على طول قال صديقي ، وإذا سألته عن عمه قال لي منه سنين وأشهر .

هنا اسأل نفسي وغيري: هل ذنب اقرباءنا انهم لايتواصلون معنا إليكترونياً أم ماذا جنى ارحامنا حتى نتجاهلهم.

الصداقة الإلكترونية فيها محاسن في تعريف الكثير ببعضهم لكنها تحمل من المساويء الكثير فكل طرف لايعرف الطرف الاخر جيداً دينه واخلاقه واستقامته وغير ذلك.

و لسان كل واحد منهم يقول :

إنني لا أكذب ولكن اتجمل أمامكم اليكترونياً.

وفي المقابل قد يهرب اكثرهم عندما يلتقون ويعرفون طبائع بعض.

لا ننكر بأن التواصل الإلكتروني صنع قاعدة كبيرة من الأصدقاء الذين يستحقون لقب الصداقة وبدون هذه البرامج لم يعرف بعضهم إلا عدد محدود منهم.

نعم نرحب بأصحاب الأخلاق جبلةً وطبعاً ولكن يجب أن لانمنح كل شخص لقب الصديق بل نميزهم بالصديق الحقيقي والصديق الإلكتروني.