فرصة عمل
بقلم / إبتسام العبدالله
في ظل هذه الجائحة العالمية والتي ألقت بظلالها السيئة على العمل وخاصة على الطبقة التي تعمل لتكسب قوت يومها ، حيث رأينا العديد من المبادرات التي شكر الله لأصحابها مساعيهم في تأمين الغذاء والدواء لهم ، لنعلم أهمية العمل وإن كان في نظر الجميع عادياً .
فعلى سبيل المثال : صالونات الحلاقة الرجالية تلك المهنة التي لم نتصور أهمية عملهم رغم بساطته حيث لايتطلب إلا مقص ومشط تصفيف كأدوات أساسية ، فالجميع رأى معاناة الرجل خلال إغلاق الصالونات ، وغيرها من الأنشطة التي كانت لاتذكر ، فالمعلم الصارم (كورونا) أعطانا دروسا عن أهميتها .
وعلى الجانب الآخر تأملت في مفهوم العمل وفعل أي شيء حتى وان كان يسيراً ، لانعلم انه سيكون له بالغ الأثر في حياتنا .
حتى معجزات الانبياء ارتبطت بالفعل ( أركض برجلك ، هزي إليك بجذع النخلة ، ألق عصاك ، إصنع الفلك) .
وهذه رسالة ربانية بأن المعجزة ستأتي عندما تتحرك وتفعل شيئاً ، ومن هذا المنطلق ندعو فئة الباحثين عن العمل الذين لديهم شروطاً بان العمل يجب ان يكون مكتباً فاخراً و معاشا مرتفعاً ، وتمضي أيامهم وتهدر طاقاتهم في الإنتظار .
بينما لو أنهم فهموا معنى السعي لكانت الفرص امامهم متعددة ولا تريد منهم الا التحرك وفعل أي شيء في طريق الكسب وسيرى توفيق الله له .
أعلم أن مجتمعنا لا زال يزدري بعض الأعمال ولكن يجب علينا توجيه تركيزنا على ، طريقة إستغلال الفرص بحيث تتوافق مع نظرة المجتمع ، أسهل حل أبداً أنت وستجد الكثير يحذو حذوك .
في الماضي القريب تم توطين العديد من الأعمال التي في السابق كانت حكراً على العمالة الوافدة ، ونرى الآن التنافس بين أبناء الوطن على تلك الأعمال ، كالصيانة الكهربائية وصيانة الهواتف والمبيعات وتوصيل الطلبات وأعمال النجارة وسائقي الأجرة وتنظيم الحفلات والطبخ وغيرها ، والجميع شهد الإقبال الكبير والأرباح .
ومن باب الشيء بالشيء يُذكر يروى أن سيدنا عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – “رأى بعض الناس فى المسجد بعد صلاة الجمعة فسألهم : من أنتم ؟ قالوا : متوكلون ، قال : بل أنتم متواكلون .. لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ، ويقول : اللهم ارزقني ، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة ، إنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض .
لذلك أسدي لي و لكم النصيحة يجب أن لا نحقر من شأن أي عمل ، فعندما تنتهي كورونا يكون قد فهمنا الدرس الذي جاء على شكل فيروس ليقول أن عملك الذي كنت تتذمر منه كان نعمة أن عملك الذي تتقاضى عليه أجراً يسيراً كان نعمة .
إن العمل الذي كنت تراه محتقراً بالمجتمع كان نعمة فلا تركن بنفسك بل إصنع لك اثراً .