التغير الاجتماعي في عصر الرقمنة
بقلم / متعب سلمان الشمري
التغير الاجتماعي من الصفات التي لازمت الإنسانية منذ القدم حتى وقتنا الحاضر وفي ظل هذه التحولات الإجتماعية والثقافية و ظهور ثورة الإنترنت الرقمية ( وسائل التواصل الإجتماعي ) والتطور التقني بدأت علامات التغير في المجتمعات تظهر بشكل متسارع مما أحدث فجوة بين الأجيال السابقة والحالية واختلاف العادات والثقافات والعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع .
تعد عملية التغير الإجتماعي ظاهرة إجتماعية ويقصد بها التحولات التي تطرأ في عملية بناء أي مجتمع والانتقال به من حالة معينة إلى حالة أخرى قد تكون هذه التغيرات في الإتجاه السلبي أو الإيجابي ومن الممكن تؤثر بعض التغيرات الاجتماعية والثقافية في القيم والعادات والتقاليد وسلوكيات أفراد المجتمع .
فالتغير الاجتماعي حقيقة متأصلة في طبيعة المجتمعات ، إذ يتنـاول الجيـل اللاحـق الجوانب الثقافية والتراثية من الجيل السابق ويضيف إليها تارةً ويعدلها تارةً أُخرى .
بحيث ينتهي تعاقب الأجيال إلى تغير المجتمع الإنساني في الكثير من الخصائص تمـشياً مـع الواقع الاجتماعي ، وظاهرة التغير تشمل كل مرافق الحياة فنحن نعيش في عالم مفتوح متغيـر غير ثابت من جميع النواحي .
ويعتبر التغير الاجتماعي من خلال مفهومه العام الانتقال إلى مرحلة التقدم والتطور والنمو والانتقال من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحديث.
عملية التغير الاجتماعي تحمل في طياتها مظاهر ايجابية وسـلبية .
ومن أبرز المظاهر الإيجابية في التغير الاجتماعي :
١- تقدم العلم في أوسع مجالاته .
٢- تغير نظام الأسرة ووظائفها وأشكالها ودور المرأة فيها .
٣- الهجرة من القرى والأرياف إلى المدن .
٤- النمو الحضاري والتغير العمراني المصاحب للزيادة السكانية.
ومن أبرز مظاهر التغير الاجتماعية السلبية :
١- التركيز على الجانب المادي وإهمال الجانب المعنوي..
٢- خلق إنحرافات سلوكية واجتماعية داخل نطاق المجتمع .
٣- زيادة الضغوط النفسية نتيجة التقدم التقني .
٤- حدوث تغير في بناء الأسرة والزواج وتنظيمها .
في حين يختلف التغير الاجتماعي باختلاف المجتمعات مكانياً وزمانياً طبقـاً لاخـتلاف الثقافـة السائدة في المجتمع و إختلاف النظام السياسي والاجتماعي والثقافي ، وحتى في المجتمع الواحد تكون هناك مستويات في عملية التغير وذلك لكون المجتمع يضم فئات مختلفـة .
الانتشار الهائل لقنوات التواصل الاجتماعي لها دور كبير في التغير الاجتماعي حيث أوجدت العديد من الانماط والسلوكيات والعلاقات الاجتماعيه فاصبح هناك اختلاف بين العلاقه التفاعلية وفجوة بين أفراد المجتمع وعملية التواصل في ما بينهم .
ويعود ذلك السبب إلى تنوع وسائل التواصل الاجتماعي فلكل وسيلة جمهورها المفضل ولها خصائصها وهو ، الإستخدام الذي يربط بين الجنسية والفئة العمرية والمستوى التعليمي والمهنة والخلفية الثقافية والخبرات الحياتية.
فجيل الوالدين في الغالب يختلف عن حيل البناء في الاهتمامات ومستوى التأثيرات الذي يتعرض له على عكس جيل الأبناء بالذات الذي قد يتعرض لدرجة كبيرة من التأثير مما يعني وجود تفاوت في الجيلين باستخدام نمط المعلومات التي يتلقاها .
والخلاصة أن التغيير الإجتماعي هو محصلة على تغيير الاتجاهات والافكار والاراء لعدد كبير من افراد المجتمع .