أهذا هو العشم؟!



بقلم : نسيبه علَّاوي 

للأسف الشديد

أثبت هذا الظرف اللذي تعرضنا له استهتارًا مُفجعًا بالصحة على كل الأصعدة ،العائلي و الإجتماعي و الوطني،و برزت الأنا و الأنانية في أقبح صورة فاجعة للعشم و التعشم المأمول من الدولة تجاه شعبها ،و الأرقام المخيفة الآخذة في التصاعد لهي خير شاهد على هذا .

هل تُصفق اليد الواحدة؟! و هل للصوت الضائع ثمَّة صدىٰ؟! صمد أفراد و عوائل قليلة أمام مغريات الحياة المؤجلة حتى حِين لا يُعرف منتهاه ..و حرموا أنفسهم مُتعًا مباحة في سبيل انحسار الفايروس و نجاة الوطن ،و كان ذلك بمثابة القشَّة التي تشبَّث بها الغريق و البحر متلاطم الأمواج حوله ..فلا هو نجا و لا القشَّة أنقذته!

تشعر -و أنت أسير لهذا الحجر باختيارك- أنك الوحيد التي استجاب لنداء الحظر فعزلتَ نفسك و عائلتك و قعدتَ تحت رحمة الله تنتظر الفرج آملًا أنّ الكل قد استشعر الخطر المحدق بك و بهم ..ولكن عبثًا : ما تراه يصدمك بقوة ،فلا التوعية أجدت نفعًا .. و لا الشهادات و لا مستوى الثقافة، الكل -القريب و البعيد- استباح الحظر بشكل أو بآخر..استهتار بالإرشادات و التعليمات ، فوضى في الخروج و الدخول ، تخبط في الإنضباط، الضحية قد غُدرت من الجاني و لا حياة لمن تنادي.. تُحاول قدر المستطاع أن تحمي نفسك و عائلتك فإذا بعزلتك تستباح من فرد من العائلة قد أهمل و لم يلتزم ، و ليس لك عليه سلطة و لا كلمة فتُصبح و كأنك “يا بو زيد ما غزيت” !! و يذهب تعب و ضغط الحجر أدراج الرياح و لربما وقع المحذور و أُصبتَ -لا سمح الله- و انتهىٰ الأمر!
قيل أنَّ الحذر لا يُنجي من القدر.. و لكن على القليل اعقلها و توكل .. و كن على قدر المسؤولية، فلستَ بمستعد أن تتحمل وزر إنسانٍ مرِض.. أو روحٍ غادرتْ!!