اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف
بقلم الدكتور / نادي بن عواد الحربي
١٧ يونيو يوافق اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، حيث يتم إلقاء الضوء على أهم المعضلات التي تواجه كثير من الدول ويعاني ويلاتها ملايين من البشر، لرفع الوعي العالمي بأهمية الاهتمام بهذه القضية البيئية الملحة.
حيث يعتبر الجفاف والتصحر من ابرز المشكلات البيئية التي يجب أن تتصدى لها الدول الواقعة في مناطق الخطر لتضع الحلول الجادة للحد من هذه المشكلة فكثير من المراعي والمزارع تصحرت واصبحت مجدبة شحيحة المصادر ولذا اصبحت حياة ملايين من البشر الذين يعيشون بهذه المناطق على مستوى العالم مهددة حيث يفتقدون ابسط مقومات البقاء.
واصبحوا يصارعون صحراء قاحلة تزداد مساحتها يوماً بعد يوم لتلتهم المزارع والمراعي، وقد نادت جهات ومنظمات بيئية عديدة بالاهتمام بالبيئة وديمومة مصادرها ولكن للأسف فإن الإنسان مستمر بتدمير بيئته فبجانب شح المياه والغطاء النباتي نجد ممارسات لا تتوافق مع ذلك حيث يتم الإسراف باستهلاك المصادر الطبيعية بصور متعددة ادت لتناقصها ومن ذلك نقص كميات مياه الآبار وبالتالي جفاف عدد كبير منها وكذلك ممارسة الرعي الجائر الذي يفوق الحمولة الرعوية للمرعى مما أدى لتدهوره وزيادة زحف الرمال بالإضافة لقطع الأشجار لأغراض عديدة مما أوجد خللاً بيئياً يصعب السيطرة عليه وإرجاع الأمور لنصابها.
ولطالما نادى المهتمون بالشأن البيئي بالاهتمام بالبيئة ومكوناتها لتستديم مصادرها للأجيال الحالية و القادمة.
إن الحفاظ على مصادر المياه لمكافحة شبح الجفاف القاتل يتطلب تضافر الجهود لتقييم عمليات الري، والاستفادة من الطرق الحديثة التي توفر المياه بجانب الحد أو التخلص من المحاصيل الزراعية التي تتطلب كميات كبيرة من المياه لريها، والتركيز على المحاصيل الهامة غذائياً والتي تتطلب ري معتدل وبتقنيات حديثة.
علاوة على ذلك يجب العناية بالغطاء النباتي وحمايته ليحد من زحف الرمال وبالتالي تقليل رقعة التصحر ووقف انتشاره.
ويلعب وعي المجتمع بذلك دوراً اساسياً، ولذلك فإن على مؤسسات التعليم والجهات ذات الصلة مسؤولية مؤكدة تجاه ذلك، فمن خلال البرامج التعليمية والمؤتمرات والملتقيات والندوات العلمية يمكن رفع الوعي العام لجميع أفراد المجتمع وبالتالي تتكامل الجهود بين الجهات المختصة وأفراد المجتمع لتحقيق الهدف لمكافحة الجفاف والتصحر من أجل استدامة المصادر الطبيعية للأجيال الحالية والقادمة.