الجمال يتحدث..
بقلم : نسيبة علاَّوي
كقطعة من الجنَّة مُعلَّقة بين الجبال ..و كأنها طفلة نائمة بين أحضان الطبيعة.. الخضرة و الهواء العليل و المناظر الخلَّابة تُحيط بك أينما قلَّبت بصرك..تقف دَهِشًا من شموخها الجامح حتىٰ لتكاد تلامس السحاب أو أنها لامسته .. و تكتم شهقات الروعة لانحداراتها العميقة السابحة بالسكون و الدِعة إلا من هدهدة مخلوقات الله و هي تُسبح بحمده في تناغم عجيبْ، إنها “الهدا ” ريحانة الغرب و قِبلة السائحين ..ما رآها راءٍ إلا و أصابه عشقها من النظرة الأولىٰ.. و كان لها الوعد منه بزياراتٍ لا منتهية.. فهي سحرٌ يؤثر .. لم يتدخل به بشرْ..
و أنتَ تسير في جنباتها.. و تتفرج علىٰ أماكنها -كالحبلة أو جبل لبنان ،و وادي البني،و منطقة الطلح، و الغديرين ،و الجبل الأخضر ،و وادي محرم ،و غيرها الكثير-حتى تكتشف أي منطقة ثرية هي..بمقوماتها المثالية التي تأخذها للشهرة و تضعها في المصفِّ الأول للمناطق السياحية على مستوى العالم العربي و الغربي أيضا ..فما هي ببعيدة الشبه عن الزبداني و بلودان في دمشق ،أو ضواحي و غابات اسطنبول ..أو جبال و وديان بيروت
و منذ أن تولىٰ الأمير خالد الفيصل إمارة منطقة مكة المكرمة و سكانها يستبشرون خيرًا بتطويرها ..فهي لا تقل عن باقي المناطق أهمية ..و موقعها الجغرافي يمنحها ذاك الشرف.. و هي علىٰ بُعدٍ قريب من مكة و جدة ، و ليست ببعيدة عن الطائف إذ إنها بمثابة ابنتها المدلّلة ..و ذلك يجعلها محل جذب سياحي للمدن المحيطة بها كما كانت قديما المصياف لها و لا تزال ..
و قد تطورت منطقة الهدا في السنوات الأخيرة فتمَّ توسيع طريق الكُر ليصبح ذو اتجاهين و أُنير الطريق بالكامل حتى مكة .. و اُقيمت على جانبيها الإستراحات و المشاريع الترفيهية “التلفريك المُعلق،و البساط الطائر، و ممشى الإبل قديمًا” و بدأت الكافيهات و المطاعم و الخدمات بالتواجد..و زُينت الشوارع فيها بالأشجار و الورود و المجسمات الجميلة.. كل هذا كان واضحًا لمن رآها و لكنها ما زالت بحاجة للمزيد من التطوير ..فنحن نطمح لإنشاء منتزه وطني فيها “كمنتزه الملك عبد الله بالحوية، و منتزه الردف ” يكون وجهة للسائحين و يلبي احتياجاتهم لوجود منطقة مهيأة بالخدمات و و آمنة لأطفالهم بدل افتراش الطرقات و الأرصفة لعدم وجود حدائق كافية لهم، و أيضًا تفتقد الهدا لملاعب للشباب يُمارسون بها هواياتهم و أنشطتهم .. نتمنىٰ أيضًا أن يتم التسريع بتسليم مشاريع المنتزهات المتعطلة بها خصوصًا “منتزه النقبة الحمراء، و منتزه الغمير ” و النظر في وضعهما ،فقد كانت منتزهات مثالية للعوائل و واجهة سياحية مميزة لمنطقة الهدا .