دور المسؤولية الإجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة



بقلم الأستاذ / متعب سلمان الشمري

المسؤولية الإجتماعية من المفاهيم الحديثة في الوطن العربي و أصبحت بمثابة صمام الأمان للدول المتقدمة لبناء المجتمع واستقراره وهي من أهم وسائل تطور وتقدم المجتمعات .

وتعد المسؤولية الإجتماعية أحد مبادرات رؤية المملكة 2030 لتعزيز برامج التنمية الإجتماعية وتفعيل دور المسؤولية الإجتماعية في تحقيق الاستدامة لبناء مجتمع حيوي ووطن طموح ومزدهر والانتقال به من الرعوية إلى الإنتاجية .

يمكننا تعريف المسؤولية الإجتماعية كمفهوم عام بأنها التزام بتقديم الدعم للبرامج والأنشطة الإجتماعية لأفراد المجتمع بشكل غير ربحي من قبل شركات القطاع الخاص ومؤسساته ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة ، وبناء شراكة فاعلة بين هذين القطاعين لتبني مبادرات المسؤولية الإجتماعية والعمل على تحقيقها و استدامتها .

حيث أن للمسؤولية الاجتماعية دور مهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلق فرص عمل مناسبة ، وتعزيز روح المشاركه والتعاون بين الفرد والمجتمع ، والاستغلال الأمثل للكوادر البشرية واستثمارها ، وتأتي أهميتها في تحسين مستوى المعيشة وتوفير الحياة الكريمة للفرد ، ومحاربة الفقر ، وإكتساب التعلم الجيد ، والتأهيل والتطوير الذاتي ليتمكن الفرد بالاعتماد على نفسة وتحمل المسؤولية وعدم الإتكالية على الغير ، و لا يكون عالة على المجتمع والدولة فمن خلال برامج المسؤولية الإجتماعية يمكن الاستفادة منها في تحقيق التقدم الإجتماعي والنمو الإقتصادي للفرد بالحصول على فرصة عمل يسد بها حاجته بدلاً من أن يلجأ إلى الإعانات والمساعدات المالية من الجمعيات الخيرية التي قد تكون لمرة واحدة فقط وبذلك يكون لديه دخل ثابت ومستمر ، و يمكن القول أن هنالك علاقة وارتباط وثيق بين المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة.

فالمسؤولية الإجتماعية ليست شعارات ترفع أو عبارات ينادى بها فقط بل هي عمل إجتماعي وأخلاقي و إنساني نبيل وفق أطر تنظيمية وإستراتيجية بعيدة عن المصلحة الذاتية أو الفردية.

وأود التركيز على أربعة جوانب مهمة للمسؤولية الاجتماعية وهي كالتالي :

أولاً / الجانب التعليمي :

توفير فرص التعلم وإكتساب المهارات اللازمة بإنشاء مراكز ومعاهد التأهيل والتدريب .

ثانياً / الجانب الصحي :

تقديم الرعاية الصحية الأزمة .

ثالثاً / الجانب الاجتماعي :

توفير الدعم المادي للمؤسسات الخيرية ودعم البرامج والأنشطة الاجتماعية والانسانية .

رابعاً الجانب الإقتصادي :

إيجاد برامج وفرص لتعزيز النمو الإقتصادي .

ومن المهم إيجاز بعضاً من الأسباب التي تضعف دور المسؤولية الإجتماعية :

1 – قلة الكوادر العاملة في المسؤولية الإجتماعية .

2 – قلة البرامج التدريبية المتخصصة في المسؤولية الإجتماعية .

3 – قلة المراكز التي تؤهل متخصصين في المسؤولية الاجتماعية.

4- قلة الوعي والأهتمام بالمسؤولية الإجتماعية .

5- قلة الدراسات والبحوث في مجال المسؤولية الإجتماعية .

6- ضعف الدور الإعلامي في إبراز أنشطة وبرامج المسؤولية الإجتماعية .

نحن بحاجة اليوم إلى تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى أصحاب الأعمال ودورها الفاعل في نهوض المجتمع والإستثمار في رأس المال البشري الذي يعتبر أحد ركائز التنمية المستدامة طويل الأمد ، لبناء جيل قادر على مواجهة التحديات .

وعلى الرغم من الجهود المباركة من بعض الجهات الحكومية والجمعيات وبعض القطاعات الخاصة وتبنيها للعديد من برامج وأنشطة مبادرات المسؤولية الإجتماعية وعقد اللقاءات والمؤتمرات وورش العمل للتوعية بأهمية المسؤولية الإجتماعية ، إلا أننا نتطلع للمزيد من الإهتمام بشكل أوسع من الباحثين والمهتمين في مجالات وبرامج وأنشطة المسؤولية الإجتماعية .