لا … مازالت على قيد الحياة !!



بقلم / مشاعل آل حريول

لا .. كلمة لم يعد باستطاعة أحد أن يقولها ، حتى إننا أصبحنا ننظر لمن يتجرأ على قولها في وقتنا الراهن بأنه بطل أو رمز يشار إليه بالبنان أيا ” كان مصدر هذه الـ( لا ) وأيا ” كانت مناسبتها ، إبتداء” من رئيس الدولة وحتى رجل الشارع العادي .

نبحث كثيراً عن الأسباب التي أعاقت هذه الكلمة وجعلتها سجينة تعاني ويلات الكبت الذي غالبا ما يكون إجباريا وليس إختياريا ، فنجد هذه الأسباب تذكر ، وأحيانا ، ولظروف معينه لا تذكر ، إلا أن المصدر واحد فقط إنه الخوف ، القاعدة الأساسية التي تنطلق منها موانع هذه الكلمة ( لا ) .

فنجد هذه الكلمة بدأت بالتلاشي لا تظهر كما كان في السابق ، ولم يعد لدينا الشجاعة الكافية لقولها ، فيتأذى أفراد وتعاني مجتمعات وتنهار دول ، وهذه الكلمة لا تحرك ساكن ، قابعة في سجنها ، الخوف لها بالمرصاد !! .

ونرى من لا يزال لديهم ولاء للغة الضاد وللإنسانية يحاولون جاهدين انتشال هذه الكلمة وإعادة تأهيلها معنويا وفكريا ، وربما حرفيا ، لأن البعض الآن حتى وأن أراد أن يقولها في أموره الحياتية نجده ينطقها بطريقة أخرى لما يسببه هذان الحرفان من حساسية نتيجة عواقبهما في مسائل أخرى .

وللأسف تسمى هذه المحاولات معارضة وغيرها من المسميات التي يدرج صاحبها في قائمه المنشقين حتى وأن كان على حق .

ونتساءل هنا كما هي عادتنا في طرح آلاف التساؤلات عندما نفشل في تجاوز مشكلة هي من صنع أيدينا ، تساؤلات تتوارى إجابتها وإن كانت معروفة وذلك لنفس السبب الذي يلغي كلمة ( لا ) من حياتنا ، وهو الخوف ، فكثيراً ما يتحكم في تصرفاتنا ويحدد ملامح حياتنا وإن كانت مواقفنا سليمة وتدعونا لقول ( لا ) إذن ما العمل ؟؟ وإلى متى سنظل في اضطهاد الـ ( لا ) ؟؟ .

من هنا وحتى نجد الإجابة ، لابد أن نعرف ونؤمن بأن الله خلقنا أحراراً ولسنا عبيداً لأحد وأن رزقنا جميعاً بيد الخالق الواحد الأحد ، وإنه بموت المبادئ والأخلاق والقيم الإنسانية ، يموت الإنسان وإن كان حيــا” .

اعترافات وتساؤلات علها تكون بمثابة مذكرة طعن واستئناف للحكم الجائر الصادر بحق هذه الكلمة ( لا ) ، والمرجع إيماني بأنه إذا غابت عدالة الأرض ، لن تغيب عدالة السماء !!! .