“الصين والهند” الصراع بين عملاقي آسيا
يبدو أن الإشتباكات التي وقت مؤخرا بين الصين والهند على الحدود (لاداخ) , وأدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود من كلا الطرفين , قد فتحت (ملف) الخلافات بين البلدين على مصراعيه في البداية لن يصل النزاع بين البلدين وبأي حال من الأحوال إلى نقطة اللاعودة (الحرب الشاملة) الصراع بين البلدين له أبعاد دولية تتجاوز الخلافات الحدودية والتي لا يعدو عن كونها مجرد إنعكاس لهذا البعد الدولي .
سوف يتجاوز الإقتصاد الصيني في المستقبل المنظور الإقتصاد الأمريكي والذي بدوره سوف يمكن الصين من التربع على قمة العالم عسكريا , الصين بدأت ذلك من خلال السيطرة على بحر الصين الجنوبي , وإقامة العديد من القواعد العسكرية (جيبوتي) , وطريق الحرير الإقتصادي الذي يتجاوز مقص الرقيب الأمريكي (العقوبات الإقتصادية) , والإنضمام إلى منظمة الآسيان , وأخيرا بدأ الخطر الصيني يطرق أبواب الهند والذي تمثل أخيرا في الخلاف على منطقة (لاداخ) , والتي تستهدف الصين من وراء ذلك تطويق الهند من ناحية كشمير (الهملايا) لكن كلمة السر أو الخطر الأكبر يتمثل في ميناء (جوادر) الباكستاني أو بمعنى أدق طريق الحرير الصيني الباكستاني والذي قامت الباكستان بتأجيره على الصين لمدة (49) سنة , وما يترتب علي ذلك من إقامة قاعدة عسكرية للصين والهيمنة على المحيط الهندي عبر بحر العرب الشمالى وخليج البنغال (الممرات الإقتصادية) , وبالتالي ضرب موانىء المنطقة وبالذات الإمارات , وهذا بدوره بدأ يدق أجراس الإنذار فى كل من واشنطن ونيودلهى وفى أوروبا الغربية والعواصم الآسيوية .
هناك إتجاه في الغرب وبالذات أمريكا نحو تطويق التنين الصيني في شرق أسيا وبالذات في المحيط الباسفيكي عسكريا وإقتصاديا , الهند تعنبر جزء من هذا التحالف غير المعلن . الهند والصين لن يخوضا حربا مدمرة (نووية) , وبالذات الهند البلد الديموقراطي ليس لديه إستعداد أن يخوض الحرب خدمة للمشروع الغربي (حروب الوكالة) قد يستغرب البعض إذا قلت بأن التصعيد الهندي الصيني لن يكون على الحدود بين البلدين بل سوف تكون في باكستان (الميدان) .