ابدأ بنفسك



بقلم : سالم بن دشان

لكل شي بناء حتى تمامة ثم بعد تمامة يحتاج إلى عناية وتطوير، وقد يحتاج إلى بعض التعديل، وإذا لم يعتنى به جرفتة العوامل فكذلك النفس تربية وبناء ثم عناية وتطوير وتهذيب، والمجتمع لبنة واحدة فإذا أردنا أن يصلح المجتمع فنقطة الإنطلاق كلٌ يبدأ بنفسه كما حصل مع المربي الأول محمد ﷺ عندما حلق رأسه فحلق الصحابة رؤوسهم.

ومن مراحل تربية النفس الإحترام والأدب وأعظم أحترام هو الإحترام والتأدب مع الخالق في جميع أوامره، ومنها تهذيبها على أحترام الوقت ولا يمضي العمر سدى.

ومنها تأديبها على أحترام العلماء وكبار السن وأصحاب المكانة، ثم البدء بمن حولك وبالأمانة التي أسترعاك الله إياها إن كنت أب فأبناءك وإن كنت موكلاً فمن وكلت به وإن كنت معلماً أو مربياً فبمن أستُرعيت به،فيا سعادة من حفظ، وياويل من ضيع.

ثم تتسع الدائره إلى الخطيبِ في منبره والإمامِ في مسجده والكاتبِ في صحيفته والداعيةِ بطريقته والواعظ والموجة بحنكتة والأخ مع إخوته والمسئول في إدارته والعسكري في ثكنته، والمجتمع يستقيم من البدء بالنفس ثم بالأسرة وخصوصاً الأم.

كما قال الشاعر :

الأم مدرسة إذا أعددتها
               أعددت شعباً طيب الأعراق

والحكمة الشهيرة تقول :وراء كل رجلٍ عظيم أمراءةُ عظيمة، وكثيرُ من العظماء أيتام تربية أمهات عظيمات كإمام أهل السنة أحمد بن حنبل وإمام العصر أبن باز وهي الركيزةُ الأولى لصلاح المجتمعات فالأم صانعة الرجال ومعدة الأجيال وتعتبر المعلم الأول لطفلها ووظيفتها التربويّة ذات أثر عميق في نفسة؛ لما لها من دور في تنمية وعية بذاته، وثقتة بنفسة، وتكوين شخصيّته وتهيئتها .

وأعلم أن النفس تحب الراحة والدعة فلا تطعها وخالف هواها كما قال تعالى (ونهى النفس عن الهوى )والزمها على معالي الأمور وقيمها.

كما قال الشاعر :

والنفس كالطفل إن تهملة شب على                                          حب الرضاع وإن تفطمة ينفطم

وأعلم أن النفس على ما أعتادت عليه وما تمارسة في يومك تعتادة النفس وترومة فابدأ بنفسك لينتج مجتمع صالح وأمةً قوية كما كان أسلافُها.