موعد ذاتي



بقلم الأستاذة / هبة صالح رزق

افهم من أنت جيداً و تعرف عليك وأقضي وقتاً معك لأجلك، ففهمك لذاتك يجعلك أكثر تناغماً وانسجاما وبالتالي أكثر نضجاً ووعياً في ردّات فعلك التي تواجه بها كل شيء .

وكن مدركاً ماذا تريد أنت ومالذي لاتريده ومالشيء الذي لابد أن تتوقف عنه فأنت بحاجة لحجز موعد معك ولجلسة خاصة تتعمق حينها في داخلك فهناك معارك كثيرة خاضت فيه ووقتها سوف تُجري بعضاً من البناء والهدم وشيئاً من الترميم إنّها عمليات إصلاحية لا غنى للنفس البشريّة عنها فصلاح الداخل يُظهر للعيان رونقاً ولمعاناً من نوع آخر نوع محسوس و غير عن المُعتاد فأبذل جُهدك في الإصلاح وبمعونة الله المعين ستُحقّق توازناً ذاتياً يُبقيك قوّياً .

ولكي لا تنجرف في مستنقعات الذات السُفلى الوحلة التي تجعلك تحكم عليك بالمؤبد من خلال متابعة عثرات الخلق وانتظار شفقتهم والتوسل إليهم من أجل بقاء ود واستمرار علاقة حب والتطفّل الدائم للبحث عن بعضٍ من اهتمامهم .

فرحمةً ونجاةً لروحك لا تسلك هذا التيار الذي سيسوقك لكثير من الصراعات والمهاترات فترفّع عنها لأجلك أنت لأجل قلبك لأنّها شرارة تحرق وقتك و تستنفذ طاقتك وتهدر يومك وتجعله في ضياع بل يستلزم عليك أن تُركز على إنتاجيتك وحصيلتك الوقتيّة لذلك تعلم أن تنتقي ثمارك الموسميّة التي تُغذي بها عقلك وتُشبع بها شغفك وتُفيد بها غيرك .

تفنّن في إظهار الجمال الذي فيك والذي تكتشفه أيضاً في الآخرين من خلال تعاملاتك معهم وأعلم أن هناك من لايرى فيه جمالاً !!

فكن أنت المرآة التي إن نظر إليها الناس ابتسموا ووجدوا فيها ما يُثلج أفئدتهم ويُعزّز الخير الذي بداخلهم .

درّب نفسك على التأني في ردود أفعالك ومرّن قلبك على أن يتسع للجميع فمن أراد البقاء فعلى الرحب والسعة ومن عزم الرحيل فأنت فنّان في ضيافتك ومُبدعٌ في توديعك .

ولا بأس من إعادة تدوير اللحظات السعيدة التي تُدخل البهجة والسرور على محياك وانسى وتناسى ما يُحزن فؤادك ويعكر عليك صفو الحياة .

حان الوقت لتحتضن الأفراح وتسقي روحك حباً لله وشوقاً للُقياه لترقى وتسعد في دُنياه وتحصل ثقةً بعفوه على رضاه .