خطأ طبي يتسبب بمضاعفات لمريضة سكر بتبوك ومطالبات بالتحقيق الفوري

في ظل ما نشهده هذه الأيام من مسلسل للأخطاء الطبية ، وبعد مرور أكثر من شهر من الآن ، على خلفية وفاة الطفل الذي فقد يده اليسرى إثر خطأ طبي محتمل بمستشفى تبوك ، لا يزال مسلسل الأخطاء الطبية يتكرر وسط مطالبات بالتحقيقات الفورية ومعاقبة المتسبب .

حيث إشتكت (ف – م) مقيمة أُردنية مريضة بداء السكري المزمن ، تبلغ من العمر ٣٥ عام ضحية خطأ طبي جديد على حد قولها ، بعد ما أثبتت التقارير الطبية التي حصلت عليها صحيفة “الراية” الإلكترونية والتي تؤكد صحة أقوالها .

وتعود تفاصيل الواقعة قبل أربع سنوات من الآن والتي روتها لنا (ف – م) قائله : تعرضت لكسر في قدمي اليسرى من الكاحل قبل أربع سنوات في شهر مارس عام ٢٠١٥ م ، حينها ذهبت لمستشفى الملك خالد بتبوك للعلاج ، وهناك قرر لي الطبيب عملية جراحية وتركيب شريحة بالقدم ، أتضح فيما بعد أنها مخصصة للأطفال ، وبالفعل تمت العملية على يد أحد الأطباء من الجنسية السورية تحتفظ الصحيفة بإسمه ، وبعد العملية بشهر تقريباً أحسست بآلام شديدة في القدم ، وذهبت إلى أحد المستوصفات الخاصة بتبوك ، حيث أبلغني الطبيب المعالج بعد إجراء الأشعة المقطعية ، أن هناك شريحة مكسورة بسبب خطأ طبي في تركيب المفصل ، مما أدى إلى إحتكاك وقصر وتأكل في المفصل .

وأضافت : ذهبت على الفور لمستشفى الأمير فهد بن سلطان للتأكد من صحة ما قيل عن حدوث خطأ طبي ، وكانت المفاجأة التي نزلت علي كالصاعقة ، حيث أثبتت التحاليل والأشعة صحة حدوث خطأ طبي أدى لمضاعفات ، علماً أنني مصابة بمرض السكري منذ الطفولة ، قمت بعدها بالذهاب لمستشفى الملك خالد ، لمقابلة الطبيب الذي أجرى لي العملية الأولى وتدارك مايمكن تداركه ، وتصحيح ما أنا فيه من آلام وإزالة الشريحة المكسورة ، وعمل اللازم ، لكن كانت الصدمة ، أنه لم يعبرني أي إهتمام ، بل الأدهى والأطم من ذلك كله ، بدأ بالتهكم والسخرية مني ، وعند سؤالي له (يادكتور هل سأتمكن من المشي كما كنت بالسابق) ، رد بقوله ( هل تريدين أن تعملي عارضة أزياء) .

وأكملت حديثها : فقدت الأمل في هذا الطبيب الذي تجرد من الإنسانية ، مطالبة صحة تبوك بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتسبب ، بعدها سافرت للأردن بحثاً للعلاج لتبدأ الرحلة الطويلة والمكلفة ، حيث أن زوجي يعمل بمؤسسة مقاولات وبمرتب بسيط وبسبب هذه العمليات ارهقتنا الديون ، وقمت بإجرى ثلاث عمليات بمستشفى الأمير هاشم بالعقبة بالأردن ، الأولى كانت عبارة عن إزالة الشريحة المكسورة وإزالة التكلس ومعالجة الإلتهاب ، وبعد فترة أجريت لي العملية الثانية أيضاً بالأردن عندما وضعوا لي الشريحة المناسبة بعد قيامهم بإعطائي المضادات الحيوية واستئصال جزء من مفصل الحوض وتثبيته ، مؤكدين على أن هذا الإجراء يعتبر مؤقت ، وقد يتطلب الأمر إجراء عملية أخرى لتثبيت مفصل صناعي بعد مضي سنة وستة أشهر .

وأكدت بقوله : من ذلك الحين وحتى هذه اللحظة أصبحت أعاني الأمرين ، آلام شديدة وصعوبة المشي وعجز عن الحركة وتشوه في القدم وتقرحات بسبب الضغط على المفصل ، مع وجود صديد أثبتته الأشعة والتحاليل المخبرية ، قد يؤدي ذلك إلى خسارة قدمي لا سمح الله وبترها بشكل كامل ، مما سيؤثر على حياتي الزوجية كوني أم لأطفال وأخشى عليهم من الضياع بعدي .

وختمت حديثها بدموع الأسى والحزن على ما أصابها مؤكده على أنها تقدمت بشكوى رسمية للشؤون الصحية بمنطقة تبوك مرتين لكن بدون جدوى أو فائدة تذكر ، تحتفظ الصحيفة بنسخه من تلك الخطابات التي تؤكد صدق شكوها .

الجدير بالذكر أجابت “صحة تبوك” على الإستفسارات التي طُرحت في هذا الخصوص تحديداً جاء نصه : إشارة إلى استفساراتكم بخصوص شكوى لسيدة مقيمة تشتكي بسبب خطأ طبي نفيدكم بالآتي .

توضح المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة تبوك أن المذكورة تعرضت للسقوط من عتبة واحده وإصابة بسيطة أدت إلى كسر في الكاحل الأيسر وتم عمل أشعة ، أظهرت وجود كسر بالكاحل الأيسر مع هشاشة عظام وعلى الفور تم التدخل الجراحي بإستخدام صفيحة ب6ثقوب و6 مسامير للكعب الخارجي وعدد 2 مسامير للكعب الداخلي ووضع جبيرة ، كما نصحها الطبيب المعالج بعدم المشي على الكاحل المصاب .

و بعد مضي شهرين من التدخل الجراحي تابعت المريضة العيادة بتاريخ 6/5/2015 م مع صورة إشعاعية تظهر خلع جزئي بمفصل الكاحل مع تحرك طفيف في المسامير ، وتابعة المريضة العيادة مرة أخرى بتاريخ 24/6/2015م حيث أظهر تقرير الأشعة ما ذكر بالأشعة السابقة ، ولا يوجد كسر بالصفيحة المعدنية مع وجود خلع جزئي بالكاحل الأيسر علما بأن المريضة كانت آخر مراجعة لها حسب النظام بتاريخ 6/5/2015م .

وأكملت صحة تبوك تصريحها : حضرت المريضة للمستشفى بعد تاريخ 15/6/2018م وكانت تعاني من تورم شديد في الكاحل الأيسر مع عدم القدرة على تحميل الوزن على الطرف الأيسر والمشي بواسطة مشاية مع إفرازات مزمنة في الكعب وكان لدى المريضة تقرير أشعة من خارج المستشفى تثبت وجود كسر في الشريحة المعدنية ، ومن خلال التاريخ المرضي للمريضة تبين أنها راجعت في مستشفيات أخرى ، حيث أجريت عمليات الأولى تنضير ورفع الشريحة والبراغي مع مضادات حيوية وريدية ، ثم مرة أخرى تنضير للأنسجة الرخوة ومضادات حيوية لمدة شهر ثم أخيراً عملية إيثاق لمفصل الكاحل الأيسر بشريحة أمامية وطقم عظمي وبراغي .