الضبط الاجتماعي وأثره على المجتمع



بقلم الأستاذ / متعب سلمان الشمري

يتعبر الضبط الاجتماعي ضرورة اجتماعية وحاجة إنسانية ملحة من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار لمنع حدوث الفوضى والتكفكك في المجتمع ، وقد حثنا ديننا الحنيف على أهمية التأصيل الإسلامي للضبط الاجتماعي بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم “لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ”.

أستعرض هذا الحديث العديد الأحكام والقيم الإسلامية التي تؤكد عدم جواز التعدي على حقوق وممتلكات الاخرين وحفظ الأمن للفرد دون استثناء، وهذا يدعونا إلى أن نفهم مصطلح الضبط الاجتماعي على أنه الامتثال بالأنظمة والقوانين والتشريعات وفق القيم الإسلامية والاجتماعية والسياسات والأعراف والعادات والتقاليد سواء كانت الرسمية أو الغير رسمية ،كما أن للضبط الاجتماعي الأثر البالغ على المجتمع في تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والتكامل والاتزان الاجتماعي وحفظ الحقوق والبعد عن مظاهر التهميش والعنصرية والانحيازية وتوفير الرقابة وضبط السلوك للفرد وتنظيم العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع لتعزيز الانتماء والتماسك الاجتماعي.

وتعد وسائل الضبط الاجتماعي من الطرق والممارسات التي تحكم التعاملات والسلوكيات لتحقيق الضبط الاجتماعي وهي كالتالي :

• الوسائل الرسمية ما تفرضه الدولة أو الحكومة على أفراد المجتمع من القوانين والأنظمة تقوم بها الجهات المعنية المسؤولة عن الضبط الاجتماعي للمحافظة على حياة الأفراد وحرياتهم وحقوقهم وكذلك المحافظة على السوك الاجتماعي وبمعاقبة مخالفي القوانين والضوابط الاجتماعية وتطبيق العقوبة.

• الوسائل الغير رسمية تتمثل في الدين والعادات والتقاليد والأعراف والقيم، والتربية في الأسرة، والتنشئة الاجتماعية يفرضها المجتمع ويلتزم بها الفرد .

ولكي نعيش بإستقرار وأمان أن نعزز الضبط الذاتي والسيطرة على السلوك والانفعالات التي قد تظهر منها أفعالة عدوانية قد تضر بالفرد والمجتمع ولاننسى أيضا أن نغرس في أبنائنا منذ الصغر القيم الاجتماعية النبيلة لما لها من الأثر الإيجابي على المجتمع والبعد عن كل ما يشتت المجتمع ويحدث الفرقى.

التزامنا بالقواعد والانظمة والتشريعات والآداب العامة والذوق العام نحقق من خلالها أعلى مستويات الأمن الاجتماعي .