أحد آباء الإنترنت يحذر من خطط الصين
يوضح أحد آباء الإنترنت، (فينت سيرف) Vint Cerf، أن الشيء الأكثر إثارة للقلق بشأن بيئة الإنترنت هو البرنامج الذي يحتوي على العديد من الثغرات المتداخلة بشكل خطير مع وظائفه.
وقال: “هناك أشخاصًا قلقين بشأن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لكني قلق بشأن البرامج المستقلة التي تعمل على إنترنت الأشياء – الشبكات المتصلة بالأجهزة الذكية – التي بها ثغرات”.
واخترع سيرف، وهو أستاذ مساعد بجامعة ستانفورد، في عام 1973 المعايير التي تسمح بإبقاء أجهزتنا متصلة بالإنترنت مع زميله (روبرت خان) Robert Kahn.
وطور الثنائي بروتوكول الإنترنت (IP) وبروتوكول التحكم في الإرسال (TCP) للجيش الأمريكي، مما سمح بالاتصال بين أنواع مختلفة من البرامج والأجهزة وأنظمة التشغيل والشبكات.
وأسست الوكالات الحكومية الأمريكية بحلول أواخر الثمانينيات العديد من الشبكات للاتصالات الإلكترونية، التي كانت محظورة على الاستخدام العام.
وكان سيرف يعمل في ذلك الوقت ضمن (MCI) – أحد أوائل مزودي خدمة البريد الإلكتروني التجاري – وطلب إذنًا من حكومة الولايات المتحدة للتجربة ومعرفة هل بإمكانه توصيل نظام البريد الإلكتروني الخاص بمزود (MCI) بالإنترنت.
ووافقت الحكومة على طلب سيرف وحصل على سماح لمدة سنة، وعندما أثبت نجاحه، ضغط العديد من موفري البريد الإلكتروني الآخرين من أجل فتح الوصول، وظهر لاحقًا ما يسمى بحسابات البريد الإلكتروني العامة.
وتم إطلاق الإنترنت في عام 1983، وبعد خمس سنوات، أسس البريطاني (تيم بيرنرز لي) Tim Berners Lee شبكة الإنترنت العالمية أثناء عمله في (سيرن) Cern.
ويتطلع سيرف الآن إلى مستقبل الإنترنت، حيث يمكنه أن يرى كيف أن الشبكة التي صممها بدون حدود جغرافية قد لا تكون دائمًا المعيار العالمي.
وبحسب سيرف فقد نواجه إنقسامًا للإنترنت بسبب عوامل مختلفة، مثل السياسة والقومية، حيث اقترحت الصين في العام الماضي بروتوكول الإنترنت الجديد، وهو مجموعة من المعايير لتحل محل الإنترنت الذي ساعد سيرف في تأسيسه.
واستثمرت الصين بشكل كبير في التكنولوجيا وتقترب من مليار مستخدم على الإنترنت، وهي موطن للعديد من شركات الإنترنت الناجحة، مثل (Alibaba) و (Baidu)، التي تقدم خدمات مماثلة لأمازون وجوجل.
ونجحت الصين أيضًا في تصفية منصات التواصل الاجتماعي وحجبها واستخدامها كحافز للسلوك الجيد، وتبيع الصين الآن هذه التكنولوجيا لبلدان تحب مثل هذا النوع من التحكم.
ويشير سيرف إلى أن ما تريد الصين فعله هو الحصول على المزيد من السيطرة، وأنه قلق من أن بريطانيا تخطط للاحتفاظ بمعدات هواوي، عملاقة الاتصالات الصينية، في شبكات الجيل الخامس، وذلك بالرغم من تحذيرات الولايات المتحدة من أنها قد تشكل تهديدًا للأمن القومي.
ويقول: “أجد صعوبة في تصديق أن هواوي ليس لديها أي برنامج يسمح للحكومة الصينية بالوصول إلى أي شيء”، ويضيف أن الأسوأ من ذلك أن أنظمة التوجيه المستخدمة حول العالم ليست محمية بشكل كاف.