ما الحل ؟!



بقلم : نسيبة علاَّوي

كتبتْ تقول:
زوجي لا يُحبني، يتعامىٰ عني فكأني لستُ بمرئية، لا يمدح جمالي و لا دلالي ، هو صامتٌ في أغلب أوقاته، شارد الفكر ، قليل الكلمات، بارد الأعصاب، لا ينهر أولادنا و لا يُعاقبهم ، كثير الأشغال يغيب طويلًا ، لا يزور أهلي إلا في المناسبات ..
ثم استدركتْ قائلة: صحيح أنه لا يبخل عليَّ بما أطلبْ.. كريم لدرجة البذل، و هو أيضًا -للأمانة- يشكر على ما أصنع من طعام أو على ما أبذل من مجهود .. ثم إني ألمحه يختطف النظرات إليْ على حين غفلة مني، و إنْ غضِبَ لخطأٍ صدر مني فإنه لا يُطيل الخصام..و يعفو و يصفح و يلين فيجعلني أسعى جاهدة لألَّا أُكرر الخطأ ،و إن كان هو المخطئ فإنه يعتذر بتواضعٍ لا كِبَر فيه .
و أنا أجده بجانبي في أوقات مرضي .. يُوفر لي الراحة و يبدو قلقًا حتىٰ أتعافىٰ، و حين أُثرثر معه لا يصدني و يُقبل باسًما هاشَّا مُؤيدًا لما أقول ..و حين يعترض على رأيٍ لي أرى في اعتراضه -بعد حين- نضوجًا و وجهة نظرٍ صائبة ..فهو ينظر للأبعد و الأصلح دومًا ..و ما اعترض يومًا على شيء إلا و كان له كل الحق في ذلك ، و إن حدث و تشاجرنا يكون للصلح أقرب..و يطوي مع الصلح كل ما قيل و حدث فلا يعود إلى فتحه من جديد، و حين يغيب لا يقطعني من اتصال يطمئن به عليْ،
و أولادنا يحبونه أكثر مني..فما ضرب واحدٌ منهم إلا فيما ندر..و لا رفع صوته عليهم قط..يكتفي بكلمة توجيه دافئة لهم ..و نظرة عاتبة..فتمشي السفينة معه في إبحارٍ هادئ، و هو مع أهلي – على قلة الوصل- في احترام و تودد..ما عاب على أحدٍ منهم شيئًا..يعذر تقصيرهم إن قصروا..و يحفظ غيبهم -إن غابوا-و لم يسؤني مرة ً فيهم ،

فما الحل معه؟!!