راجع أسلوب حياتك!



بقلم : نسيبة علاَّوي

كُنت و قد شكوت لفترة طويلة من زكام دائم و صداع و ألم في الحلق لا أدري له سببًا ..و في مرة زرتُ طبيبة مختصة فشكوت لها ما أعانيه فقالت لي جملة جعلتني أتوقف عندها طويلًا و أمتثلها دائمًا أمامي: راجعي أسلوب حياتك !!و فعلًا تذكرت أنَّ موضع رأسي عند النوم يقابل جهاز التكييف مباشرة فأخذت هذا في عين اعتباري مما ساعدني علىٰ الشفاء و اختفاء الأعراض.

يلازمنا إحساس مُلِّح بالوجع.. يقضُّ علينا الراحة.. و ربما ينتزع منَّا الإطمئنان..تتوالى الكوابيس علينا في عز الأحلام .. و يرهقنا تلازم الحزن ..لِتلازم سببه..ثم.. يُفاجئنا الحل كمسألة حسابية أعجزتْ و هي أسهل ما يكون!! نندهش لبساطة الحل و مرونته.. و قد طلبناه من أصعب طريق !! جاء في قصة أنَّ سلطانًا طلب من مسجون أن يهرب من سجنه قبل الفجر و إلا أُعدم.. فما ترك حيلة إلا و قام بها فلم يُفلح، فجاءه السلطان عند الفجر و دلَّه على الحل :لقد كان باب السجن مفتوحًا منذ البداية ، و لكن المسجون لم يفطن لذلك فأُعدم!!

و لا لوم عليه أو علينا في ذلك.. فلطالما اعتقدتُ أنَّ من كان في وسط دوامة المشكلة ليس كمن كان على شاطئ الأمان خارجها..تجده قد ضاع بطشه و عُدمت حيلته.. و اشتدت حاجته ليدٍ تُرشده .. و كلمةٍ تُنير بصيرته.. و لربما بلغ الطمأنينة .. و سُدد الرمي بأدنىٰ توجيه و بأصدق عبارة و شعور.

حقًا ..مهما علا شأن الإنسان.. و تفتحت مداركه و استوعب و تحنَّك ..فهو ليس بمستغنٍ عن نصيحة أو كلمة حق تُقال .. حتى لو استثقلها أو قالها صغير شأن ، ثم إنه ليغفل عن حل مأساته .. و هو أقرب إليه مما يتصور..فقط بجلسة صراحة مع نفسه يراجع ما حدث بهدوء..بعد سؤال الله لنفسه الهداية و الحكمة.. و الرشاد في كل أمر.. و دعاء والديه و المؤمنين له ..لربما سُخر الحل له و قُِّرب الفرج .. و لكن أحيانًا يشتد بنا الظلام .. و يُصيبنا القنوط و الإستسلام .. و لامجال لهما في الحياة مع الأمل و التفاؤل و التصميم على النجاح .