لماذا نكتب…؟!
بقلم : نمشة البيشي
سؤال محير لدى البعض…! نكتب لأننا نحب أن نكتب، نكتب حينما نشتاق فنُعانق القلم بلا استئذان، ونُراقصه بلا خجل…نكتب لأننا نشعر بالشقاء وتتلاعب بنا أوهام الضياع، نحاول الكتابة رغم صدود القلم وجفوة الحبر وصممِ الورق…. نكتب لأننا نشعر بثورة حِمم بركانية تتوق الإنفجار لتحرق غابات شائخة، هزيلة ونهدي رمادها قُربانًا لغدٍ أجمل.
نكتب بحثًا عن ذواتنا بين بساتين السطور … نكتب ألم فقد.. نكتب خوف من شعور… نكتب خجلاً من إجابة.. نكتب لنجد النور بعد دوام الظلام… نكتب ليعلم العالم بأننا هنا.. نكتب لنطمس ذكرى قاسية غرست حروفها لتمحي ابتسامتنا… نكتب لنحلم، ثم نُثبت أحلامنا بواقع كان يومًا من خيال… نكتب لنتحرر من أسرٍ سجنا أنفسنا داخله مُخيرين…. نكتب أحيانًا خوف من ذبول أو رحيل… نكتب لندلل أرواحنا على وتد السطور ونغم الأبجدية… نكتب لنخلق أملاً بعد ألم….
ويسألونك لماذا تكتب؟! قل لهم أن الكتابة تشبه البكاء.. هي تلك الدموع الهاربة من جبروت الحرمان… هي صراخنا الذي فقد صوته… هي الوصية الأخيرة للكبرياء… هي أرواحنا الممزقة فوق نصل الحروف… هي نحن حين نحتسي قهوة الوجع بمرارة الوحدة….هي أشلاء أحلامنا المتناثرة في مهب الخيبة… هي أنني لازلت حية رغم اللاحياة… هي دمي النازف قهراً وحبَّا فوق جثة الصمت… هي كل ما بقى لي من حياة.. فليس كل من يكتب هو باحث عن شهرة أو غاية أنما هناك أرواح أرهقها البكاء دمعا فأحبت أن تبكي بالحروف…