كُن راقياً …



بقلم الأستاذة خلود السالمي

أعتقد أحياناً كثيرة بأننا نمتلك أسلوباً واحدًا لمخاطبة الأشخاص حولنا، ولكنه اعتقادًا غير صحيح، وعلينا ان نختار ما يناسب العقول التي حولنا ، حينما نخاطب العقول الراقية حتماً سنرتقي معها في أفكارها وطرحها للمواضيع، وسنأخذ منها مساحات كبيرة من الطمأنينة،  فالعَـقل الذي نفكر به خـير مِـن العَضلـة التي نُهدّد بهـا .

العقول الراقية هي التي تحترم ذاتها ۆ تحترم الآخرين˛ عندما تتحدث هذه العقول فهي تتحدث بعمق، وعندما تطلب فهي تطلب بأدب، وحينما تشكر فهي تشكر بذوق، وحينما تعتذر تعتذر بصدق، جميلةٌ تلك العقول الراقية التي تعاملك يإحترام في اشد الخلافات .

وحينما نتحدث عن العقول الراقية يجب أن نُعرّج على أصحاب العقول المتدنية التي حتى وإن اضطررنا للحديث معها يجب أن نتعامل معها بمستوى تفكيرها دون أن نتجرد من رقينا أو المباديء التي تربّينا عليها، لأننا حينما نتجاهلهم بعدم الرد يعتقدونه ضعفاً، ولا يؤمنون بأنّ التجاهل سمة العقول الراقية، فيتحسّر العقل الراقي عندما يتخاطب مع العقول المتدنية الجاهلة التي تصل الى أدنى درجات التنوع في النفاق، فيجبرنا الزمن النزول الى مستوى عقولهم دون التجرد من قيمنا وديننا وذلك بمعرفتنا ما بداخلهم نحونا، ولأنّ هذه الفئة تعيش في مجتمعنا فإني أوجه لهم هذا النداء حتى لا يؤثروا علينا :

رفقًا بعقولكم حتى لا تؤثروا على عقولنا، راعوا حرمة العقل وإعطائه مكانته، احذروا من الانجراف خلف ما تمتلئ به الدنيا من غرائب الأقوال والأفعال، المتداول بين المجتمع بأن العقول تتدمّر فقط بالمنبهات أو المسكرات والمخدرات، ولكننا يجب أن نعلم بأنّ إستخدام عقولنا وتحريكها فيما يغضب الله عزوجل ويغضب خلقه، أشدّ نوعاً من أنواع العقول المدَمَّرة، تذكروا دائماً أن العقل السليم في الجسم السليم لا يُقصد به تغذية الجسم بأطيب الغذاء فقط، بقدر ما يقصد به تغذية أجسامنا بجرعات من الحب والود الخالية من الحقد والكراهية والحسد، التي إنْ تسرّبت في دمائكم دمّرت عقولكم، فكم من صديقٍ طعن بصديقه وأخ غدر بأخيه ، بسبب العقول المتدنية،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به))

ولنا في قصة قابيل حينما قتل أخيه هابيل بسبب الحسد والغيرة، بالإضافة لقصة يوسف عليه السلام، ، والسبب كان في العقول التي لا تفكر في تبعات قراراتهم وكلامهم،
أصلحوا قلوبكم لتصلح عقولكم.

ختمة :
‏”العقول العظيمة تتحدث عن الأفكار الجديدة،

العقول العادية تتحدث عن الأحداث الحالية،

العقول المتدنية تتحدث عن الأشخاص.