” المطرفي ” نموذج يحتذى به بالتحصيل العلمي



بقلم الأستاذ / حمدان راضي الشمري

من ممرض بصحة الشمال يصبح بالإصرار والتحصيل العلمي والعزيمة هرم يتربع على قيادة التخطيط والتطوير بصحة الرياض .

أعدتني عشرين عاماً إلى الوراء أخي وزميلي صاحب الأخلاق الحميدة والعقل الراجح المتزن ( نايف المطرفي) عندما شاهدت صورتك وحسابك بتويتر بمحض الصدفة بعد أن فرقتنا ظروف الحياة وتقطعت سُبل التواصل فيما بيننا طيلة تلك السنوات الماضية .

استرجعتني الذاكرة حينها لحقبة من الزمن عملنا خلالها سويا في مستشفى عرعر المركزي التابع لصحة الحدود الشمالية .

كنت في ذلك الوقت الجميل رئيساً مباشراً للزميل ليس لكوني الأفضل أو الأجدر بل الأقدم بالحياة الوظيفية ومايُميز هذا الزميل عن زملائة بالعمل ، احترامه لمواعيد العمل وجدية التعامل مع المرضى والمراجعين بمهنية عالية علاوة على إطلاعه ومتابعة كل ماهو مُتطور وجديد في مجال تخصصة الصحي .

بإلاضافة إلى نظرته الثاقبة المستقبلية لتطوير نفسه نحو رفع سقف تحصيله العلمي لاسيما وأن لدية مخزون فكري وثقافي يساعدة على تحقيق أهدافة ، عرفت تلك الصفات وامتلاكه لهذا القدرات وذلك بحكم قربي منه وقربه مني وتقبله لوجهة نظر الطرف الآخر ونصائحة إذا كان يرى أنه على صواب نحو غرس جذور الطاقة الإيجابية في مخيلته .

وكان منذُ مراحل سنوات الحياة الوظيفية الأولى له ، يرى أن فرصة مواصلة تعليمه إلى درجات عالية من العلم وحصولة على أعلى الشهادات من أرقى الجامعات ، أصبح أمر حتمي وقرار نهائي قبل أن يُغمس في وحل ظروف الحياة الإعتيادية وتراكماتها التي قد تُعيق خط سيره نحو تحقيق الهدف رغم أن ظروفه الأسرية لم تكن كما ينبغي لكونه العائل الوحيد لأفراد أسرته .

وانتقاله إلى الرياض بغرض الإلتحاق في إحدى الجامعات التي سترهق كاهله أكثر مما ينبغى من الناحية المادية رغم ذلك قرر الزميل (نايف المطرفي ) ابن إحدى الأحياء السكنية المتواضعة بعرعر أن يُشد الرحال إلى الرياض لإستكمال المرحلة الثانية من مشوار تعليمه بروح معنويات عالية تعانق عنان السماء وبطاقة إيجابية محتواها المفيد “من توكل على الله ماخاب ولا خُذل” .

وكانت أول مفترق طريق وتحديد مصير وتحدي للذات ومحطة مد جسور تعليمه من جديد ” كلية العلوم الصحية بالرياض ” وحصل على المركز الأول على دفعة الخريجين بعد تخرجه من الكلية ، وعُين معيداً بذات الكلية نظراً لتميزه بتحصيله العملي بدرجة تفوق ، لم يكتفي (المطرفي) بهذه الدرجة العلمية التي حصل عليها بل إنضم إلى برنامج ماجستير الجودة في الرعاية الصحية جامعة أوكلاهوما الأمريكية لينهي البرنامج في عام ١٤٢٩هـ – ، وفي عام ١٤٣٠ هـ – أعلن مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث بالتعاون مع اليونسكو و جامعة الملك سعود للعلوم الصحية عن برنامج ماجستير الأخلاقيات الحيوية ليكون ( المطرفي ) أول من يقرع جرس التعليم هناك ويُنهي مرحلة تعليم درجة الماجستير في تخصص أخر عام ١٤٣٥هـ.

تقلد (المطرفي) العديد من المناصب الإدارية والقيادية بصحة الرياض خلال مراحل مسيرته التعليمه حتى وصل إلى منصب مساعد مدير عام صحة الرياض للتخطيط والتطوير وعضو لجنة الأخلاقيات بمركز الملك عبدالله العالمي للابحاث .

ورغم تنقلاتها من منطقة داخل المملكة إلى أخرى ومن جامعة إلى التي تليها بحثاً عن العلم حتى وصل إلى جامعة أوكلاهوما في الولايات المتحدة الأمريكية ، لم يشغله هذا الأمر عن متابعة كافة المناهج والمراحل الدراسية لأبناءه ، حيث تخرج أحدهم من كلية الطب وعمل طبيب في أحد المشتشفيات بالرياض وهاهو يحتذي حذو والده في موصلة تعليمه في تخصص جراحة مسالك بولية والآخر كان قد تخرج برتبة ملازم أول في أحد القطاعات العسكرية .

ختاماً هنيئاً أخي وزميلي ( نايف المطرفي ) لشخصكم الكريم العزيز على نفسي الذي إستطاع أن يكون ثروة حقيقة من الشهادات العلمية في جودة العمل وعلوم الطب التي يحتاجها المواطن ويفخر بهذا التحصيل العلمي الفريد الوطن عندما يكون بسواعد وطنية .