زائر الحلم الوحيد
بقلم : بشاير الروقي
أراه في ذلك الشارع شديد الضيق ، حالك الظلام إلا من إنارات الطريق البعيدة تمدّه بالقليل من النور ، هو نفسه ذلك الشارع الفاصل بين داري و داره ، شارع طفولة الجار و جاره ، الرصيف المتهالك الذي طالما جلس به ينتظر قدومي وترفض ذلك أمي وأنام بعد نوبة بكاء ، صغار لم نكن نعرف للأعذار والتبريرات أي معنى …
ها نحن نكبر إذاً نحن نستعد لنفترق وبالفعل افترقنا تركت جار الدار والشعور افترقت الأجساد ولم تفترق الأرواح يوماً …
يصافحني ، ينظر إليّ ، يعاتبني ، يبكي شوقاً وأبكي ، يهديني أبياته الشعرية ، يخبرني بأن ابتعادنا جعل منه شاعراً يقرأ الجميع ما تفيض به قريحته إلا أياي ، يحذرني ألا أغار حينما تذاع قصائده يطمئنني بأني ملهمته الأولى والوحيدة …
أغمض عيني .. استنشق الأكسجين بعمق حتى تحيي رفات روحي رائحة ذلك العطر الذي لم أنساه يوماً … أفتح عيني … أين الشارع ، الظلام ، النسيم البارد ، العطر ، رفيق الحلم ؟! بالفعل كان حلماً .
زوّار الأحلام المُرهِقِين :
_ لقد اسقمتم وسائدنا
_ أرهقتم منامنا
_أعييتم ذاكرتنا
_أحييتوا الحنين بداخلنا
_أزهقتم أرواحنا
_أدميتم قلوبنا
_أغرقتم مدامعنا
_أثقلتم كواهلنا
كم وددنا أنكم وكما هجرتوا واقعنا بكل عزم ٍ وقوة أن تكونوا أكثر قوة بهجر أحلامنا … لننام بسلام .