رحيل طبيب الغلابة : الدكتور محمد مشالي



بقلم / فوزي محمد الأحمدي
في يوم الأحد الموافق 28 / 7 / 2020م إنتقل إلى رحمة الله تعالى في مدينة طنطا بمصر الدكتور محمد مشالي الشهير بلقب (طبيب الغلابة) , بعد مسيرة حافلة في البذل والعطاء في خدمة الفقراء والمساكين تجاوزت النصف قرن من الزمان ، لم تكن تتجاوز قيمة الكشف الطبي في عيادته عن دولار واحد وفي الكثير من الأحيان مجانا . طبيب الغلابة حفر له إسم ومكانة عالمية لم يحظى بها السواد الأعظم من الأطباء في العالم ، وأنت تتصفح في مواقع التواصل الإجتماعي على الشبكة العنكبوتية , تجد أن هناك مساحة كبيرة جدا تتحدث عن الطبيب الإنسان “محمد مشالي” حيا وميتا , كان دائما حديث العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية ، نعته نقابة الإطباء في القاهرة والعديد من المنظمات المحلية والدولية والعالمية , وأقيمت له جنازة مهيبة في محافظة البحيرة شارك فيها الآلاف من محبيه تكريما له فقد أطلق إسمه على أحد الشوارع في محافظة الغربية , وتم أيضا إطلاق اسمه على مركز طبي في مدينة طنطا ، طبيب الغلابة رحل في الزمن الصعب ورجل قل نظيره , وفي زمن تحولت فيه مهنة الطب إلى إستثمار(بيزنس) يستنزف جيوب الفقراء والمساكين دون رحمة , وكل طبيب يريد أن يحقق خمسة عين (عيادة , عربية , عزبة , عمارة , عروسة) ، وحاليا يضاف الى ذلك كله رصيد في البنك يتصخم سنويا وبشكل فلكي والغاية في ذلك تبرر الوسيلة ؟!

الدكتور محمد النجار أخصائي أنف وأذن وحنجرة يعمل في مستوصف إسلام الطبي بمدينة جدة , وهو من الأطباء المميزين وله أياد بيضاء على الفقراء والمساكين في مدينة طنطا بمصر , ويعتبر “طبيب الغلابة” قدوة ومثل له ويعرفه منذ الطفولة يقول عنه : كانت عيادته قريبة من مسجد السيد البدوي وكان يقوم بإجراء التحاليل بنفسه وفي عيادته , والأدوية التي يصفها للمرضى من النوع الرخيص والفعالة جدا , وأحيانا لا يتقاضى بدل أتعابه إلا جنيه واحد , ولولا الضغوط التي تعرض له من قبل زملائه الأطباء في مدينة طنطا لما رفع سعر الكشف الطبي نهائياً ، طبيب الغلابة مثال حي لكل طبيب يبتغي الدار الآخرة (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) .