آسف والديّ العزيزين
بقلم / نايف العجلاني
يعتقد البعض أنه من الأفضل كلما تقدم الوالدن يفي السن أن يجلسوا في المنزل ويحتاجون للراحة طول الوقت وأن الخروج والسفر سيكون عبء عليهم.
خلال رحلاتي الدولية للسياحة نادراً ماأجد شخص يصطحب والداه للسياحة ، الأغلب يكون مع أصدقائه أو زوجته أو أبنائه أو تجده وحيداً يحب إستكشاف العالم.
البعض إن كان جيداً يطلب من والداه المرافقة فيرفضان الوالدان بسبب التكاليف أو إعطاء الأسرة مساحة وحرية بالسفر ، هنا يتوجب عليك من باب البر أنّ تُصّر عليهم إصراراً يتعجبوا منه فيوافقوا تلبية لرغبتك وإصرارك وبالتالي أنا أضمن أنهم سيكونون سُعداء بهذا الإصرار والرحلة حيث قال النبي صلَّ الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله إدخل السرور على قلب مسلم) فما بالك بإدخال السرور على قلب والديك.
هناك طرق كثيرة للبر وإدخل السرور لوالديك ولكن أنا هنا أركز على السياحة بصحبتهم وترفيههم ، قليل منّا يهتم بسياحة أبويه ويهتم بسياحة زوجته وأبنائه ليس عمدا منه ولكنه لم ينتبه ويعتقد أن الأبوين من الأفضل لهم الجلوس في البيت والراحة التامّة.
نصيحتي لكل شخص مازال والداه على قيد الحياة إصطحبهم معك بالسفر مع عائلتك ، وأنتي أيتها الزوجة الصالحة أعرضي هذه الفكرة على زوجك ، فالزوج يحترم ويحب الزوجة التي تتميز بحب والداه.
قد يتسائل البعض لماذا كتبت هذا المقال وهذا حق مشروع لهم كقرّاء ، سبب كتابتي لهذا المقال هو أنه في عام 2018 زرت أنا وعائلتي الصغيرة بلد الطبيعة الآخذة والساحرة “سويسرا” وشعرت بالذنب أنّ أبواي لم يكونوا معي من جمال مارأت عينيّ بل والأدهى من ذلك لم أعرض عليهم الصحبة في السفر.
عدت إلى أرض الوطن وقررت إصطحابهم في رحلتي التالية وواجهت ممانعة منهما وعدم رغبة ثم عرضت الفكرة على أشقائي فكان رفض البعض منهم وتأييد البعض وذلك بحجّة أن الرحلة طويلة وقد تكون مرهقة عليهما خصوصا وأن عمر والديّ قد قارب السبعون عاماً فأصريت على موقفي وإستخرجت جوازات خاصة لهما لأول مرة وتأشيرات دخول وعندما شعروا أن الموضوع جدي أظهروا سروراً وحماسة أسعدتني كثيراً منهما فليس كل مايظهرونه لك والديك صحيح فربما كانت ممانعتهم ورفضهم لأجلك أنت.
ماأجمل عزيزي القارئ أن تتميز بإسعاد والديك وتبدع في هذا المجال السامي.
نصيحتي لكم إهتموا بصحة والديكم النفسية فكلما كبروا بالسن أصبحوا أكثر عرضة للاضطرابات النفسية حسب تقارير منظمة الصحة العالمية.