التعصب الرياضي
بقلم المستشار الدكتور : عبدالله عالي الحارثي
رئيس مجلس إدارة صحيفة الراية الإلكترونية
كل أمة ترتفع وترتقي، اذا تم بناءها على الأخلاق الحميدة وتوجيهها للقيم والمباديء السامية .
وما سقطت أكثر الأمم ، إلا بأسباب خواء الأرواح من الدين والقيم والمباديء والاخلاق .
وصدق الشاعر حين قال :-إنما الأمم اأاخلاق ما بقيت… فإن هي ذهبت اخلاقهم ذهبوا
وصدق رسولنا عليه الصلاة والسلام عندما قال :
“إانما جئت لاتمم مكارم الأخلاق ”
أيها القاريء الكريم
موضوعنا اليوم مهم ونحتاجه جميعا …لماذا نحتاجه ؟!
لأنه يمس أمن الوطن ورؤية وطن !!
كتبت عنه من محب لهذا الوطن المملكة العربية السعودية
الوطن الذي شربنا من ماءه ، واكلنا من أرضه ، وعشنا تحت سماءه!!
الوطن الذي يحبنا ونحبه ، ويجمعنا في مكان واحد !!
الوطن الذي يحتاج منا إلى كلمة صادقة ، ورؤية ثاقبة ، وفرحة غامرة ، وأهداف سامية ، وجيل يبني ولا يهدم !!
الوطن الذي يطلب منا جميعا ،أن نكون أخوة على قلب واحد !!
أيها القاريء الكريم
كما يعلم الجميع أن الشباب هم أكثر فئات المجتمع ، وجاء الإسلام ليوجه الشباب للتوازن بين العقل والعاطفة ، حتى يصبح المجتمع ءامنا مطمئنا يحب بعضه بعضا ، ويرحم بعضه بعضا .
ولهذا جاءت أوامر الدين ونواهيه لحفظ الضروريات الخمس من الدين والنفس والعقل والعرض والنسل .
ولأهمية الشباب …ولأن أكثر بلادنا هم من فئة الشباب.. كان هذا المقال ، الذي سأتحدث فيه معكم عن أناس لا يهمهم أمن وطن ، ولا بناء وطن ، ولا فرحة وطن!
سأتحدث عن أناس يخدمون اعداء الوطن ، بنشر التعصب والسباب والشتام ، وسيء الأخلاق !!
نعمأايها القاريء الكريم
لا تتعجب من كلامي فهم موجودين ، ونراهم كل يوم ، ويُقَدَّمُون في قنواتنا الرياضية ، ويكتبون في صحفنا ، ولا هم لهم إلا القيل والقال ، وكثرة الكلام !!
تجدهم يفرحون لحزن وطن ، ويحزنون لفرح وطن ، ويشمتون ويسبون ويتشاجرون ، وينشرون الإشاعات والأكاذيب !!
وقبل أن أتحدث عنهم لعلي أعرج بكم على تعريف مختصر للتعصب ثم نبين خطر أولئك الذين ينشرون التعصب بين أفراد المجتمع وخصوصا في المجال الرياضي .
أيها القاريء الكريم
للتعصب الرياضي تعاريف كثيرة ، لعلي اختار لكم بعض منها فأما التعريف العام للتعصب فهو : ” غلو في التعلق بشخص أو فكرة أو مبدأ ، أو عقيدة ، بحيث لا يدع مكانا للتسامح ، وقد يؤدي للعنف والإستماته ” .
أما التعريف الخاص بموضوعنا فاخترت لكم هذا التعريف :
التعصب الرياضي هو :” الإفراط والمبالغة في حب لاعب أو فريق في لعبة معينة ، بصورة تتغلب فيها العاطفة على العقل “.
وتعريف آخر :” التاثير السريع بالإعلام غير الهادف ، من خلال أعمدة الكتاب المتعصبين ”
ولعل سائل يسأل هل هناك ما يغذي هذا التعصب المقيت الذي إن زاد عن حده يهلك الأخضر واليابس؟!
اجيبه نعم هناك قنوات التعصب التي أن لم نوقفها ونقننها ، ستفرز لنا جيل لا يبالي بأمن الوطن ، ولا هم له إلا ناديه ، يفرح لفرحه ، ويحزن لحزنه.
هذه القنوات جعلت الأخ يبغض أخوه ، والأب يكره ابنه ، وابن العم يقاطع ابن عمه ، من أجل ميوله تجاه ناديه !!
هذه القنوات اخرجت لنا جيلا ، يشكك في تاريخ وانجازات وفرحة وطن!!
هذه القنوات جعلت الصادق منبوذ ، والكاذب مقدم ومرفوع !!
قنوات التعصب اخرجت لنا جيلا ، يفرح لحزن اخيه ، ويحزن لفرح اخيه ويقاطعك لأجل ناديه .
أيها القاريء الكريم
لقد زاد الخرق على الراقع ، وكثر سواد المتعصبين في تلك القنوات وانتشر فسادهم وخطرهم .
لذا أيها القاريء الكريم أنا من هذا المنبر حبا لهذا الوطن ، وابراء للذمة، ارسل لهم ولغيرهم ، وللمسؤولين عنهم هذه الرسائل من محب.
لعلها تصل إلى مسؤول صاحب ضمير ، واعلامي يحمل فكرا ثاقبا وقلبا محبا ، عاشقا للوطن !
أيها الإعلاميين!
أيها المسؤولين عن تلك القنوات !
اوقفوا العبث الذي يحدث في بعض القنوات !
اوقفوا العبث الذي يحدث في بعض الصحف !
إلى وزير الإعلام
إلى وزارة الرياضة
إلى الإتحاد السعودي لكرة القدم
هل يرضيكم ما يحدث من التراشق والاستخفاف ، والسب والشتم في أوساط إعلاميين ، محسوبين على الوطن، وقنوات الوطن؟!
إلى أين نتجة ؟!
وماهي النهاية لهذا الطرح السقيم عند بعض الإعلاميين ؟!
تريدون أن نستيقظ على فاجعة قتل أخ لأخيه ، والصديق لصديقه بسبب ميول ، وتعصب لنادي وغيره ؟!
هل تريدون البناء للوطن أم الهدم ؟!
إلى كل مسؤول !!
ديننا الإسلامي وولاة امرنا ، ووطننا ، يدعوننا أن نفرح لبعض ونواسي بعض ، ونعذر بعض ، مصداقا لحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
“المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمي”
هكذا يجب أن نكون أيها المسؤول !
يا أيها المسؤول يكفي عبث؟!
قنوات تحاول التشكيك. ..
اعلاميين يتلقفون الإشاعات..ويروجونها حسب ميولهم
أعماهم التعصب عن أمن وطن ، ورؤية وطن ، وسلامة وطن .
أيها المسؤول ..
والله إن لم نضع حد لتلك التجاوزات ، سنخسر كثيرا من شباب وابناء الوطن ؟!
نحن في سفينة واحدة ، وإذا لم نعالج الخلل ، ستغرق سفينة المجتمع ، وهذا والله ما يريده أعداءنا.
علينا جميعا أن نطالب بتغيير محتوى تلك البرامج ، حتى نكون سببا في بناء الوطن الغالي على قلوبنا.
اخيرا…
وحتى نساهم في حل مشكلة التعصب الرياضي…
لعلي أضع بين يديكم بعض الحلول التي وضعتها دراسات بحثية.. تتحدث عن هذه الظاهرة الخطيرة ومنها :
– تعزيز المبادي السامية والاخلاق الفاضلة للروح الرياضية .
– توجيه مشاعر وحماس الشباب ، نحو حب الانتماء والاعتزاز الوطني ، بدل الانتماء لنادي أو لغيره .
– وضع معايير لاختيار الاعلاميين وفق المعيار الأخلاقي وأبعاد من يثير التعصب أو يحاول التشكيك في إنجاز وطن .
– اقامة دورات وبرامج مكثفة لاخراج اعلامي وصحفي مختص يعرف ادبيات المهنة ، ويلتزم بالمباديء السامية، والاخلاق الحسنة.
– التحقق من مصدر المعلومة ، وتحري الخبر الرياضي الصادق وعدم الجري وراء الاخبار ، للاثارة والتشهير باللاعبين على الخصوص او غيرهم ، من اجل المكاسب التجارية ، وتحقيق السبق الصحفي ، من دون مراعاة للاثار السيئة للاخبار الخاطئة والمكذوبة
ختاماً
ننتظر من كل مسؤول المبادرة والاخذ على يد بعض الاعلاميين المتعصبين وأبعادهم ومحاسبتهم.
والسعي لتحقيق اهداف سامية ، تبني ولا تهدم ، وترفع ولا تخفض وتسعد ولا تحزن ، قبل ان يكون الضحية الوطن وابناء الوطن !! .