يقولون مالا يفعلون …



بقلم : الأستاذة خلود السالمي 

أبدأ مقالي هذا الأسبوع بهذه الأبيات الشّعرية:

راحوا اللي في كبار المواقف ياقفون
وذكـرهم لازال باقي على قيد الحياه
واشغلونا اللي يقولون مـا لا يفعلون
الـهروج اكـبار والفعل ما يازن حصاه

في زمننا هذا إنتشرت الشعارات الكاذبة التي لا أطيقها، ولا يُطيقها المجتمع، وهي الفئة التي تقول كثيراً ولا تفعل، وللأسف الشديد أنهم إذا فعلوا لا يصدُق فعلهم مع القول .

هذه الفئة التي تعيش دور الملاك الذي لا يخطئ مطلقاً، وإذا أخطأ قال لنفسه « نحن بشر نصيب ونخطيء، ولسنا بأنبياء .

هذه الفئة حتى حبّهم نفاق، لأنهم يأخذون ولا يعطون، يجرحون ويتلذذون، فهم يقولون ما لا يفعلون .

حتّى عندما تتصفّح مواقع التواصل الإجتماعي للأسف الشديد تجد العبارات والكلمات الجميلة، واقتباس من الأخلاقيات الحسنة، وإدعاء المثالية التي تثير الإشمئزاز، ومعها أذكر قول الأديب نجيب محفوظ:

لا تغال ِفي المثالية وإلّا مُت تقززاً

حينما أقرأ أطروحات هذه الفئة أضحك في داخلي وأقول :
شرّ البلية ما يضحك .

عجباً لِمن حقيقتهم مؤسفة، وشعارهم إنتهاك خصوصيات البشر والتمادي إلى نواياهم بتفكيرٍ شيطاني، والهوس في مراقبة الآخرين، وإتّهامهم في أعراضهم، وظلمهم بما لا يفعلون، خاصة وأنت تجدهم يتصدرون المجالس في الخطب والمحاضرات، وينصحون بما لا يفعلون، وهم يدركون داخل أنفسهم بأنّ من يستمع إليهم يعرف حقيقتهم ويضحك عليهم في داخله أكثر مما يضحك أمامهم .

وأوجه رسالتي لهذه الفئة المكشوفة للمجتمع عبر منبري الإعلامي في صحيفة الراية وأقول :
خطب النبي ﷺ يوم النحر ويوم عرفة في حجة الوداع وقال للناس: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .

تفكروا وتأملوا في آيات الله تعالى، الشرعية منها والكونيّة، وهدي رسولنا وحبينا محمد عليه الصلاة والسلام حتى تنعموا بالراحة النفسية والجسدية في دنياكم،
وتتجنبون الإثم العظيم في اخرتكم .

تذكروا قول الله تعالى :
( كبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) يقول: عظم مقتًا عند ربكم قولكم ما لا تفعلون،
‏خطورة مخالفة القول للعمل في قوله تعالى :
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم .

في النهاية لم أكتب مقالي هذا الأسبوع عن هذه الفئة إلّا للتعبير عما بداخلي وبداخل القلوب النقية في المجتمع .

شكرا لمن قرأ حروفي .