وقف إطلاق النار في ليبيا : هل تضع الحرب أوزارها ؟!



بقلم / فوزي محمد الأحمدي
في وقت متزامن أعلن كل من فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الشرعية والمعترف بها دوليا (طرابلس) , وعقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي (طبرق) , وقفا لإطلاق النار وسط ترحيب دولي . وبموجبه تصبح سرت والجفرة منزوعتي السلاح , وتقاسم عائدات النفط وإنسحاب المرتزقة , وإجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية . الإتفاق جاء بعد جهود دبلوماسية كبيرة بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية مع أطراف الصراع والقوى الدولية الفاعلة . يلاحظ على الإتفاق بأنه قد تم إستبعاد المشير خليفة حفتر من المشهد نهائيا , فالرجل في نظر القوى الدولية العالمية قد إنتهى دوره من خلال قيامه بإستقدام المرتزقة الروس (الفاغنر) , وما تلا ذلك من تدخل روسي كبير في الحرب الدائرة هناك , مما أثار غضب الولايات المتحدة الأمريكية عليه , خاصة بعد تعاونه مع الرئيس الفنزويلي (مادورو) في المجال النفطي . إلى جانب فشله في تحقيق المهمة المنوطة به من قبل بعض القوى الدولية طوال السنوات الماضية والمتمثلة في إسقاط حكومة الوفاق الليبية في طرابلس , رغم الدعم الكبير الذي كان يحظى به , وإعلانه دقت ساعة (الصفر) خمس مرات من أجل إحتلال طرابلس . ناهيك عن تهربه من توقيع اتفاقية السلام مع حكومة الوفاق في مؤتمر موسكو وبرلين , ومن قبل تنصله من إتفاقية السلام في مدينة الصخيرات المغربية التي قام بالتوقيع عليها. أيضا فإن حكومة طرابلس الشرعية صرحت بعد وقف إطلاق النار بأنه لا مكان لمرتكبي الجرائم في ليبيا (حفتر) . أعتقد أن إتفاق وقف إطلاق النار الأخير جاء بعد أن فشلت القوى الداعمة لحفتر بتغيير ميزان القوى لصالحه , إضافة إلى دخول قوى أخرى في الصراع إستطاعت أن تقلب المعادلة وتجعل إنتصار أي طرف على الآخر من الصعوبة بمكان . أيضا خشية المجتمع الدولي من عودة تنظيم الدولة إلى الجنوب الليبي كما أشار إلى ذلك الأمين العام للأمم المتحدة . الخاسر الثاني في الصراع هو “فرنسا” التي راهنت على حفتر , وفي مؤشر له دلالته وجهت فرنسا دعوة لرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لزيارة فرنسا . أما بقية أطراف الصراع (الأدوات) فلن يكون لهم أي دور على الساحة الليبية (أحجار على رقعة الشطرنج) . ولكن هل يصمد وقف إطلاق النار وتتوجه ليبيا نحو الأمن والسلام أم ينهار الإتفاق وتعود ليبيا إلى المربع الأول ؟! .