شتان بين القيادة النموذجية والقيادة الضارة ..



الإعلامي | طلال السالمي

كما نعلم أن القيادة الإدارية ‏لها أثر كبير وفعال على المرؤوسين و تساعد على خلق بيئة عمل محفزه وغير ضارة فهي الملهمه الدافعه للطاقم الإداري نحو النجاح ، فقد تحدث (فيدلر) عن القيادة .

حيث أن القيادة عنده هي الدور والمهمة للقائد في عملية التحفيز والأشراف و القيادة والتقييم لبعض الأشخاص من أجل تحقيق مهمة معينة .

وأُضيف لكلام فيدلر تطوير المهارات مثل التوجيه والرقابة والتأثير في سلوك الآخرين ، ونحن على ثقة انه كل ما كان لدينا قائد عنده القدرة على توجيه الآخرين والتغيير في سلوكهم كل ما كان لدينا شخصية قيادية وهذا ما يميز بعض القطاعات.

فلا زلنا نسمع ونتناقل عن إدارة أرامكو ‏و نجاحها ‏الإداري و القيادي، فقد أصبحت شعاراً قيادياً ونموذج إداري من الممكن أن يُعمم على باقي الإدارات في المنشآت الأخرى، فا أرامكو كشركة يعملون على جلب واستقطاب موظفينهم ‏ضمن معايير ومقاييس ‏ومن هذا المبدأ يتم ‏الإختيار والتوظيف ، ‏يكرسون عملهم على تدريب موظفينهم وحثهم على التطوير المستمر وبناء المهارات بعمل برامج تدريبية لهم ولا يقتصر هذا التدريب على أحدث الموظفين بل جميع العاملين في مختلف مراتبهم وصولاً للقيادة العليا ، تميزوا واستحقوا هذا الإمتياز بجدارة ، لأن الموارد البشرية هي الثروة الحقيقية لأي منظمة فهي الركيزه الأساسية ‏في الفكر الإداري الحديث .

‏ والآن في ظل رؤية المملكة 2030 ‏ نحتاج مثل هذه الإدارة القيادية لماذا ؟

لأن الفكر الإداري القديم المتغلغل في إداراتنا لا يتوافق مع هذه الرؤية فبعض المدراء يرفض التجديد خشية الفشل ويفتقرون للاحترافية في العمل وغير محفزين متبعين بذلك نظرية الإدارة الكلاسيكية مهملين بذلك العلاقات الإنسانية فهي لا تشجع الإبداع والابتكار وتكتفي هذه النظرية على الخبرة السابقة ولا تهتم بالتطوير .

في اعتقادي الشخصي السبب وراء ظهور مثل هذه القيادات الإدارية الفاشلة عدم وضع الكفاءات الإدارية بمكانها المناسب و ضعف الرقابة الإدارية وإهمال جانب التدريب ويتم منح تلك المناصب بناءً على أواصر الدم و الولاء الشخصي لا الوظيفي و وجود مصالح متبادلة ، نجد أنهم الفئة المقربة من الإدارة العليا و يتمتعون بإمتيازات عن باقي الموظفين مثل هؤلاء في تلك المناصب هو ظلم للمرؤوسين فهي بيئة عمل سامة وغير صحية وهي طارده للمواهب .

فالإستمرار بهذا النهج لا يتوافق مع الرؤية و يخلق الكثير من الصراعات الإدارية ودفن المواهب وتفشي المظاهر السلبية ، وفي نهاية الأمر المتضرر هو المرؤس والإنتاجية العامة للمنظومة .