” الحب ” أكثر ما نخافه وأكثر ما نتمنّاه ..



المدير العام | علي الزهراني

 

الحب هو أكثر ما نخافه وأكثر ما نتمنّاه، نمضي في حياتنا دون أن ندرك أنه يعيش بداخلنا وهو الدافع الأول والأجمل وأحيانًا المؤلم وراء كل ما نقوم به ، هو الشعور الذي يعترينا عندما يبدأ في النمو داخل أفئدتنا، ويهيم في أرواحنا.. يعترينا الجمود، ويغلبنا الصمت، ويتملك منا الجهل فكيف نعبر عن شعور يعاش ولا يُحكى، وكيف نعرّف إحساسًا يضم آلاف المعاني، ومئات الكلمات؟

فالحب لا يحتاج إلى مسمَّيات أو تصنيفات، هو عالم قائم بذاته، إما أن يسكن العاشق داخل عالمه أو يبقى خارجه يتوهّمه.

قال جبران “الحب لا يعطي إلا ذاته، ولا يأخذ إلا من ذاته، فهو لا يملِك ولا يُملك، فحسبه أنه الحب ” .

ولنا في رسول الله أسوة حسنه في قوله عليه السلام عن السيدة خديجة رضي الله عنها: “رزقت حبها”، وعندما سأله سيدنا عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة فنجد هنا أسمى معاني الحُب والمودة تظهر جليَّة في هذه الجملة، لأننا عِندما نُحب يؤلمنا بل يؤذِينا أذى من نحب وتُحزننا أحزانهم .

نعم فالحب هو رزق يقذفه الله في قلب من يشاء من النساء والرجال ، وهو نور يمحو ظلام الحقد والكراهية، وهو حياة تعج بالسعادة والفرح، ولا تطيب الحياة إلا بالحب إن كان حباً نقياً صافياً لا تشوبه شائبة، ولا عقلية مريضة، ولا شخصية كاذبه .

فالحب فعلا رزق، تماماً مثل المال والأولاد قد يعطيه الله لبعضنا ويمنعه عن آخرين لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.

ما قصدته من كل ما فات أن الحب في حياتنا هو الملاذ، وحده القادر على جعلنا نتحمّل الصعاب لذا أستغرب جداً ممن يستغلون مشاعر الآخرين باسم الحب، أو ممن يرزقهم الله بنعمة الحب ولا يقدرونها، أستغرب ممن لا يحمد الله صباحا ومساء على وجود شخص قربه يهتم به وبتفاصيل حياته.

إن كنت من الذين أنعم الله عليهم بنعمة الحب فأنت من السعداء فى الأرض. وإن كُنت من الذين حرموا منها فادعوا الله أن يرزقك به.

وفي الختام يبقى الحب أجمل رزق وأجمل نعمة في حياتنا .