تنفس الحياة ..



الكاتبة | هبة صالح رزق

سلسلة من الأحداث قد تُحدث فارقًا عجيبًا في حياتك تعزلك عن العالم الخارجي فتصل لمرحلة تتنفس فيها الهواء لكنك لا تتنفس الحياة ولا تشعر بأي شئ يدور حولك فتعيش في صراع ودوامة داخلية لا نجاة منها و تحاول وقتها فقط أن تستوعب ما الذي يحدث لك وتبدأ في مرحلة البحث عن إجابات لجميع التساؤلات التي أنهكتك من كثر التفكير والتحليل فيها وفي تفاصيلها وبعد إصرار ورغبة شديدة منك ومحاولات عديدة في أن تشبع الفضول الإنساني الذي فيك لتعرف لماذا يحدث هذا وتسعى لأن تكتشف الحكمة من كل هذا لكنك لن تملك ولا إجابة واحدة تشفيك سوى أنك ستخرج بتوقعات واستنتاجات قد تراها تساعد في تخفيف بعض من الألم الذي أحدثه التفكير الزائد فيك، وربما قد تصيب نفسك بأزمة يصعب عليك الخروج منها ومن همومها لأنك تعمقت فيما قد قُدّر وكُتب عليك والحكمة فيه في علم الغيب العالم بالأنفع لك وبما هو شر عليك.

وخلال هذا الوقت الذي تحاول جاهدًا أن تستوعب ماذا أحلّ بك وماالذي أصابك وماذا يدور حولك؟

تدخل في دوامة آخرى مع المحيطين بك الذين ينشغلون بتوجيهك وتقديم النصائح لك ويصبح التركيز عليك والسعي لاصلاحك بؤرة اهتمامهم كأنك هدف من الأهداف التي لن ينجزون خططهم إلا بتحقيق ما تسمعه منهم فيعطون لأنفسهم الصلاحية في التدخل في خصوصياتك أنت ومايتلزم عليك فعله وما يستوجب عليك تركه وها أنت أصبحت حبيس في سجن أفكارك ودوامة يومياتك التي أغرقتك في الأحزان وجعلتك تنسى أنك مجرد إنسان يحق لك أن تتلذذ ببعض من النسيان وتحى حياة فيها سلام وأمان واطمئنان ويتخلّل لحظاتها الامتنان فيا أيها الإنسان عليك أن تتقن فن الاستكنان وتصبر على كل الأحزان فالله قد قدّر الأقدار في كل زمان ومكان فاستمتع وتنفس الحياة.