حدائق الحبٍّ المعلَّقة
بقلم : نسيبة علاَّوي
لا أريد أن أُركِّز عليك..فأنا أخشى أنَّ كلَّ ما نحبه و نركز عليه نفقده.. أرىٰ من طرف عينيَّ نورًا لحبك يغمرني.. يشرق عليَّ من ثغرات الظلام.. فأُغمض عيني ذاهلة الشعور .. و أفتحهما من جديد لأتأكد مما أراه.
أتى هذا النور من غير الوجهة التي كُنتُ أنتظر.. تجاهلته كثيرًا و لكنه كان ثابت المجيء..مُصمم الخُطىٰ.. مُدركٌ للهدف..كجيشٍ فاتحٍ أتىٰ على حصنٍ منيع..و لم يعد بالإمكان إلا الإستسلام لذاك القائد أو دفع الجزية و هم صاغرون!!ثم لم يلبثوا أن أدركوا رحمته و قوته و عدله فأباحوا الحصن و دخلوا في دينه أفواجًا..أفواجًا
كصخرةٍ تآمرت عليها قطرات الماء..كان قلبي،ما أسعده أنَّ طرقكّ عليه لم يتوانَ يومًا أو يضعف.. و لكنك بدل أن تصدعه رويته..و كانت قطراتك ريَّا له و حياه.الآن بعد هذه السنوات و مع سبق الإصرار و الترصد منك .. أريدك أن ترى هذه الجنَّة التي صَنعْتْ.
فأنا أوفر حظًا من تلك الأميرة التي علق لها أميرها حدائق بابل حتى لا تمل ..و تجد فيها عوض بلادها التي رحلت عنها. لأني حظيتُ بجنةٍ من حبك معلقةً في قلبي و عقلي و عيناي و كل جوارحي .. أخبئها جيدًا بداخلي حتى لا يعبث بها أحد أو تنال منها عيون الحاسدين .. “جنتي أنت و ناري عرفتَ أم لم تعرف” ..جنّة تلك الأميرة ماتت و لم يبق إلا اسمها..أما جنتي فستظل في ذاكرة الزمن عالقة..طالما أني وثقتها..و نشرتها كعطر الخزامى ..ستبقى خالدة..ليُحكى أنَّ حبًّا مرَّ من هنا فترك الأثر .