تربويون وأولياء أمور : رحلة التعليم عن بعد تجربة تدفع بتعليمنا إلى العالمية



في عامٍ دراسي استثنائي للوطن، بدأ الطلاب والطالبات دراستهم عن بعد عبر المنصة التفاعلية “مدرستي”، في تجربة جديدة وفق خطة يدعمها عدد من البدائل والأدوات والأنشطة التعليمية، بما يضمن استمرار التعليم واستدامته في ظل الظروف الراهنة. وذلك ضمن إجراءات وزارة التعليم في تعليق حضور الطلاب والطالبات إلى مدارسهم؛ تطبيقًا للإجراءات الاحترازية الوقائية؛ للحد من انتشار فايروس كورونا “كوفيد 19 “.

وشهدت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف خلال هذه الفترة عملاً دؤوبًا، ومتابعة جادة، لإتمام انخراط الطلاب والمعلمين في التعليم عبر الفصول الافتراضية؛ حرصًا منها على تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، وتوجهات وأهداف الوزارة، وإيمانًا ويقينًا بأهمية تطبيق النظام الإلكتروني للتعليم عن بعد على أرض الوطن، ليحظى من خلاله الطلاب والطالبات بتعليم منافس عالميًا، يواكب تطورات العصر، ويواجه المهددات، ويضمن مستقبلًا مشرّفًا لأبنائه، محققًا لآمال القادة، ورؤية الوطن الطموح.

وأشاد العديد من التربويين وأولياء الأمور بتجربة التعليم عن بعد، والأساليب التي تُساهم في معالجة الفاقد التعليمي، ومدى تحقق الوعي الكامل للإنتقال للمرحلة الجديدة التي يشهدها نظام التعليم في المملكة.

ففي البدء قال رئيس الشؤون المدرسية بمكتب التعليم بالحوية فيصل الزهراني أننا سنستفيد بصورة كبيرة من تلك التجربة الجديدة والناجحة، والتي عكست مكانة وقدرة دولتنا الحبيبة في نجاح تجربة التعلم عن بعد في وقت قياسي، ونحن نتابع انفراج تلك الظروف الصحية التي ألمت بجميع دول العالم للإنطلاق بآليات وطرق جديدة؛ تساهم بصورة كبيرة لاستغلال تكنولوجيا الاتصال والتواصل عبر شبكات الإنترنت إن شاء الله، وبدوري أثمن الجهود التي قامت بها وزارة التعليم من أجل نجاح التجربة بدولتنا الحبيبة حفظها الله.

فيما قدمت فاطمة عسيري معلمة مادة الرياضيات بالابتدائية “الخمسون” شكرها وتقديرها لقادة الوطن على الجهود الجبارة والعمل الدؤوب؛ للوصول بالتعليم إلى مصاف الدول المتقدمة.

وقالت في حديثها عن تجربتها مع المنصة: أتاحت المنصة التواصل الفعال بين الطالب والمعلم، كما أتاحت ساحات النقاش، و حل التمارين والأنشطة التعليمية، ومتابعة ودعم ولي الأمر، والعديد من الخدمات التعليمية.

وأضافت منصة مدرستي مدرسة تفاعلية متكاملة تعد تجربة تعليمية جديدة تستحق التجربة والإشادة.

وحول متابعة دراسة الأبناء على “منصة مدرستي” قالت وفاء الزهراني موظفة وولية أمر… استجابة لهذا الأمر عملت على تهيئة الأجواء الدراسية داخل المنزل، وخصصت بعض الحجر لتكون فصولاً دراسية، مجهزة بالأدوات المكتبية والكتب وأجهزة الكمبيوتر وجميع المستلزمات.
وأضافت .. الحمد لله المنصة تعمل بكفاءة وفاعلية كبيرة، كما أسهمت في استمرار العملية التعليمية دون توقف، بما يحقق سلامة الطلاب والطالبات.

وقال المعلم علي الجعيد من الضروري تقديم المحتوى الدراسي بطريقة شيقة، ودعم أولياء الأمور شيء مهم جداً، وهذه من الأشياء التي يجب الوقوف عندها، وأكثر أولياء الأمور لدينا في المدرسة اندماجهم خلال التعلم يوطد علاقتهم أكثر بالمدرسة خاصة بعد بداية التعلم عن بعد، وأصبح الكثير يكتشف أمور في أبنائه لم يكن يعلمها من قبل، مما يجعل التجربة فرصة له للاقتراب أكثر من ابنه ويعرف كيف يتعلم.

وأكد محيميد البقمي على ضرورة مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية سواء كان حالياً في وقت التعلم عن بعد أو في الوضع الطبيعي.

وقال المشرف التربوي الدكتور خالد القرشي: إن هذه التجربة أثبتت جدارة وأهمية الدور الذي يلعبه أولياء الأمور في العملية التعليمية وأهمية متابعتهم لأولادهم، ويجب أن نثمن مشاركة أولياء الأمور ودعمهم لأبنائهم في المنازل في فترة التعلم عن بعد.

وأضاف هذه التجربة هي الدعامة التي أثبتت تقدم أي مدرسة عن أخرى، بالإضافة لأهمية تفكير المعلمين خارج الصندوق بطريقة تقديم المحتوى بطريقة إبداعية، تجعل الطالب يفكر فيما حوله ويحاول تقديم التعلم بشكل أكثر إبداعًا، بالإضافة إلى توفير البيئة المنزلية وهذا ما نشدد عليه على الدوام.

وقالت قائدة معهد التربية الفكرية فوزية الجعيد: بفضل الله سجلنا انضباط حضور طالبات التربية الفكرية على المنصة، وتابعت الطالبات دروسهن بحرص ومتابعة جادة من ولي الأمر والأسرة، كما حرصنا على مد جسور التواصل بين المعهد وأسرة الطالبة لمعالجة أي قصور أو تعثر يواجهها.

وأضافت سلامة الطالبة كان الهاجس الأول الذي عملنا عليه قبل بدء العام الدراسي، فجاءت المبادرة من معهد التربية الفكرية بتسليم الكتب الدراسية لطالبات العوق الفكري، وإيصالها لمنازلهن، بدون حضور الطالبة، ودون عناء الأهل.

واختتمت حديثها رصدنا هذا التفاعل والانطباع الإيجابي، والتقطنا صور ومقاطع من هذا الانسجام، والذي يترجم مدى تلاحم أبناء الشعب مع بعضهم البعض، والوقوف صفًا مع قادة الوطن وتطلعاتهم.

واعتبر فهيد القرشي قائد متوسطة ذات الصواري تجربة التعلم عن بعد ناجحة وإيجابية، وقال: إن تجاوب الطلاب يعتبر مقياسًا جيداً، وأثبت أنه بديل ناجح في حالة الضرورات.

ولمعالجة الفاقد التعليمي قالت زينب القحطاني -قائدة الابتدائية الخامسة لتحفيظ القرآن الكريم- نظرًا للأثر المتوقع من حدوث فجوة ملحوظة في الفاقد التعليمي لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، ‏عليه فقد اعتمدنا وضع خطة لمعالجة هذا الفاقد، تقوم على متابعة سير المناهج من ‏النقطة التي وصلت إليها بتاريخ ١٤٤١/٧/١٤هـ، ثم حصر الدروس التي تحتوي على مهارات أساسية لم يتم تحصيلها في كل مادة، وتُعد ضرورية للبناء عليها في الصفوف اللاحقة، ويتم بعد ذلك وضع خطة زمنية محددة من قبل المعلمة أهم عناصرها الاختبار التشخيصي للطالبات، شرح الفاقد، واختبار بنائي، ثم اختبار بعدي.

ونوه مدير مركز التدريب د. مسفر المالكي بهذه التجربة، وقال إن تجربة التعليم عن بعد تعتبر تجربة مميزة استطاع المجتمع التعليمي التكيف والتعامل معها بسلاسة وإتقان، حيث لدينا نخبة من المعلمين لديهم القدرة الكبيرة من التميز والإبداع والتكيف مع الأحداث الراهنة بطرق احترافية، بالرغم من وجود تحديات كبيرة في بداية الأمر، إلا أن التواصل المستمر والمباشر مع الطالب وولي الأمر قلل تلك الصعوبات واستجاب نسبة كبيرة منهم للتفاعل والتواصل من أجل التعلم عن بعد.