هل جفاف الفم مؤشر خطير ؟
د. غادة أبو القمصان
يعاني البعض من جفاف الفم ولكن باختلاف الأسباب, إلا أن جفاف الفم يترتب عليه النتائج أو المضاعفات ذاتها, من تقرحات في داخل الفموتشقق الشفاه و أيضاً زوايا الفم, و زيادة تسوس الأسنان, و أمراض في اللثة, و سوء رائحة الفم, وصعوبة في المضغ والبلع وغير ذلك ولكنهذه أبرزها, و يمكن أن تظهر جميعها سوياً ويمكن أن يظهر بعضها وذلك تبعاً لمستوى سوء الحالة. فكما لُوحظ في نتائج جفاف الفم, يمكنأن تترتب عليه نتائج غير مرضية وأيضاً غير متوقعه أنها ستكون بسبب جفاف الفم.
يختلف انخفاض إفراز اللعاب وجفاف الفم من كونه مجرد ضرر لشيء ما له تأثير كبير على صحة الجسم عامة وصحة الأسنان واللثة خاصةلذلك يجب أن نوضح ما هو جفاف الفم؟ ولم اللعاب عنصر ذو أهمية؟ , و ما هي أسباب جفاف الفم؟, و ما هي أعراضه؟ ومتى يتوجب علىالفرد أن يزور الطبيب للمعالجة؟
أولاً: ما هو جفاف الفم؟ ولم اللعاب عنصر ذو أهمية؟
جفاف الفم هو عبارة عن نتيجة عدم إفراز الغدد اللعابية ما يكفي من اللعاب لإبقاء الفم رطباً.
والجدير بالذكر أن اللعاب ليس فقط عنصر ذو أهمية عالية في ترطيب الفم, بل أيضاً له أهمية عالية في منع تسوس الأسنان, أو التقليل منه, من خلال إبطال مفعول الأحماض التي تنتجها البكتيريا, وأيضاً بإزالة بقايا الطعام المتبقية على أسطح الأسنان الظاهرة, كما يُحسن اللعابمن إمكانية التذوق ويسهل من عملية المضغ والبلع, كما أنه يُساعد في عملية الهضم مثل عملية تحويل جزيئات الكربوهيدرات لجزيئاتسكرية أقل تعقيداً.
ثانياً: ما هي أسباب جفاف الفم؟
كم ذُكر آنفاً, أن جفاف الفم هو انخفاض مستوى اللعاب في الفم, لذلك فإن أسباب جفاف الفم هي عبارة عن مؤثرات تتعرض لها الغدداللعابية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مما تؤدي لانخفاض انتاجها مادة اللعاب, ومنها:
الأدوية: هنالك بعض العلاجات التي تسبب الإصابة بجفاف الفم كأحد الأعراض الجانبية, و إن من بين الأنواع الأكثر احتمالاً بعضالعلاجات المستخدمة في علاج الاكتئاب و ارتفاع ضغط الدم والقلق وكذلك بعض مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان و مرخياتالعضلات و أدوية تخفيف الألم.
نقص بعض الفيتامينات في الجسم
التقدم في العمر: يعاني كبار السن من جفاف الفم, بسب تناول العلاجات المختلفة على مر العمر التي يمكن جداً أن تؤثر على الغدداللعابية, و الجدير بالذكر أن مع تقدم العمر تحدث تغيرات في قدرة الجسم وتُضعف الجسم, وهذه من أبرز المشاكل التي تصاحب عمرالشيخوخة.
علاج السرطان: يمكن أن تؤدي أدوية العلاج الكيميائي في تغيير طبيعة اللعاب وكمية انتاجه, وقد يكون في بعض الحالات أمر مؤقت حتىاستكمال العلاج, ويتم بعد ذلك عودة التدفق الطبيعي للعاب. ولكن العلاج الإشعاعي خاصة الموجه للرأس والرقبة, يمكن أن يسبب في اتلاف الغدد اللعابية, مما يتسبب في انخفاض ملحوظ في إنتاج اللعاب, وقد يكون أمراً مؤقتاً أو دائم, وذلك بناءاً على جرعة الإشعاع و المنطقة المُعالَجة بالإشعاع.
أمراض قد تصيب الغدد اللعابية: وهذه من الحالات النادرة لأسباب جفاف الفم, فمن النادر أن تصاب الغدد اللعابية بمرض مباشرة.
ثالثاً: ما هي أعراض جفاف الفم؟
إذا لاحظت بعض هذه الأعراض التالية ( وليس واحدة فقط منها ) , فاعلم أن فمك لا يفرز لعاباً كافياً:
رائحة كريهة للفم .
جفاف في اللسنان .
لزوجة وسماكة اللعاب .
صعوبة في المضغ والبلع .
آلام في الحنجرة وبحّة في الصوت .
صعوبة في تركيب الأسنان الصناعية .
استمرار ترطيب الشفاه الخارجية باللسان (مما يزيد من التهابات واحمرار حول الشفاه).
رابعاً: متى يتوجب على الفرد أن يزور الطبيب للمعالجة؟
معظم الأعراض التي ذُكرت سابقاً يمكن أن تظهر وتزول في أيام معدودة, ولا داعي للقلق, ولكن إذا استمرت الأعراض اكثر من 7 إلى 14 يوماً كحد أقصى, يجب زيارة الطبيب للمعالجة, لمعرفة السبب و معالجته كما يتطلب أمر الحالة, فليس جميع المسببات لها ذات العلاج.