ظالم مبتلى ..



بقلم / عبدالرحمن العمري

في كل يوم يمر، مابين الفرح والحزن، مابين محب وكاره مبغض ،المشاعر تخالجنا بطريقة غريبة تتناسب مع الأحداث والوقائع المحيطة بنا كمد البحر وجزره ،وذلك إذا كان ذلك الحدث يفرحنا أو يبكينا وما إذا كان يمت إلينا بصلة ويؤثر على مسار حياتنا ،أو كان مصابا أو فرحا لمن هم بعيدين عنا كل البعد وفرحهم أو حزنهم لا يتعدى سوى إنسانيتنا الإسلامية بان تحب لأخيك ما تحب لنفسك والعكس بالعكس، الغريب في الموضوع اننا أصبحنا خبراء من حيث تقسيم الوقائع والاستحقاق ، فأصبحنا نعرف ان الكارثة التي حلت على فلان انها بسبب ذنوبه وظلمه ، وان الله يمهل ولا يهمل وأنه قد فعل وفعل ….إذا لم نطلق العنان للكذب ونقول بأننا سبق وحذرناه كأننا نعرف منتهاه، وإن أصابه خير فذلك استدراج من الله له ليأخذه أخذ عزيز مقتدر .

وأما ذلك القريب الحبيب إذا مسته وعكة صغيرة أو أمضى الليل في سريره ولم يستطع النهوض في الصباح فإنما هي كفارة له وهي ابتلاء منزل من رب العالمين وبه يتمحص المؤمنين من غيرهم،وإن زاد المصاب زاد إيمانه وإن أصابه خير فهي مكافأة من الله على إحسانه وطيب جنابه.

متى أصبحنا نقسم مقادير الله عز وجل ونحكم لهذا بعقاب وهذا بابتلاء؟؟؟

أتعلمون أن ما تكنّه قلوبنا للبشر وماتنطوي عليه سرائرنا من حب وكره هي من جعلتنا نحكم ظناً بان هذا هو الإنصاف .

أحدنا معشر المقسمين مخطئ فكما نرى فلانا ظالماً معاقباً ليس لذنب سوى أننا نبغضه فهناك محب له يراه في محل ابتلاء لشيء يعجبه .

وكما نرى أن الله يستدرج فلانا فهناك محب له يراه مكافأ،تناسينا أن الله هو الواحد الأحد – سبحانه وتعالى – والذي يفعل مايريد لا معقب لحكمه .

أرى ألا ننسى “الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا ” وان نستغفر الله دون تدخل في التوصيات والتحديدات ،فقد تكون أنت غدا ذلك الظالم أو المبتلى؛ وسيبدأ أحبابك وأعداؤك بالتقسيم.