على جانب الطريق ..



بقلم | عبدالرحمن العمري 

رغم تعدد وسائل المواصلات ، ووجود التقنيات الحديثة للإتصالات المسموعة والمرئية وإمكانية تنفيذ وتوثيق الإجراءات والعقود على الشبكة العنكبوتية ولكن لازلنا نفضل التواجد في قلب الحدث للرؤية عن كثب وإنهاء مانريد توثيقه يدوياً، وهذه إحدى مزايا جيلنا المسن نسبياً.

في طريقي إلى أحد تلك الأحداث، وأنا مسافر بالسيارة برا، و لازلت أعشق السفر براً وحيداً وأهم أسبابي هو أن أقضي مع نفسي وقتاً أفكر وأتأمل.

نزلت لأمرغ أنفي في التراب خضوعاً وسجوداً للحي الذي لايموت، الذي أوجدنا من العدم مصلياً الظهر والعصر جمعاً وقصراً وعدت لأمتطي صهوة سيارتي ، في أرض مقفرة تبعد مئات الكيلومترات عن أقرب عمران دون خوف أو قلق. وعندما أبحرت عيني في رحابة الكون وقدرة الخالق عز وجل،
طرأ في بالي من تكبر واستكبر .

فرعون صرخ (أنا ربكم الأعلى) وكانت وسيلة إقناعة لتابعيه (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) فأجراها الله من فوق رأسه في الدنيا و ( النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب) فقلت تباً لك يافرعون.

تبا للترف الذي عرفته !!!

و كان سؤالي كيف كان يصل لوجهته إذا أراد ان يسافر ؟

هل كان على عربة أو يحمل على الأكتاف ؟ومهما كان الكرسي الذي يُحمل عليه وثيراً فلم يكن يتمتع بوضعيات الجلوس و آلية امتصاص الصدمات ولم يكن المكيف الباااارد وقت القيظ يبرد أنفاسه ويثلّج شراب كأسه، لم يكن يقطع مئات الكيلو مترات في بضع ساعات، كان عالياً في الأرض قاتلاً ظالماً ولكن هل كان يستطيع أن يتصل على شخص في مشرق الأرض أو مغربها بضغطة زر ؟

أو يرسل أمراً في لحظة لتلبى رغبته ؟

دون استخدام لفائفه الورقية أو الجلدية المكتوبة ؟

هل جرب هو وهامان وقارون آلة الصرف الآلي وشراء جميع احتياجاتهم من مشروب وطعام وقهوة من على جانب الطريق بلمسة دون تعب أو حمل مال أو زوادة سواءً قل المال أو كثر ؟

أغلقت باب سيارتي لأنني بدأت أحس بلفحة حرٍ قادمة من تحت سيارتي لأدخل في برد السيارة وجوها العليل لأحمد الله على ما حبانا به من نعمٍ ظاهرةً وباطنة وعلى نعمة الأمن والأمان في مملكتنا الغالية ، وعلى حكامنا الأخيار في ظل والدنا سلمان الحزم وولي عهده حفظهما الله ، ولأقوال في نفسي تبا لك يا فرعون والله ليس بظلام للعبيد.