هل تعلم أنك ستُولد مِرارًا ..



بقلم | فضة العنزي

نعم لن تكون صرختك المُدّويه في لحظة مَقدمك هي الأولى والأخيرة بل ستكون الأجمل بين الصرخات الآحقه فهذه الصرخه سيعقبها سجود شكر من والدك وستتلوها ابتسامة فرح على شفاه والدتك المتعبه، وسيعقبها احتضان ومباركات ،وستتوالى عليك الهدايا والأُعطيات وستُقام على شرفك مآدب الطعام ،وسَتُرفع الأكف نحو السماء دعاء لك بالصلاح ولوالديك ببلوغ برك .

وحين تنخرط بميدان الحياة علمًا وتعلمًا ثم عملاً وزواجًا وحياة أسريه. وتتعامل مع فلان وعِلًان ويعرف الجميع أنك أنت هذا الشخص بكنهك وصفاتك وشخصيتك ،ستُقابل حينها الطّيب والشرير والمُحب والحاقد ،والمادح والقادح ،ستجامل كثيرًا حتى تَمُرحياتك بسلام، وستتنازل أحيانًا وتتحامل على نفسك أحايين أُخر لأجل إنجاح علاقة عائليه أو عمليه.

المهم أنك ستبذل جهدك في أن لا تُصادم أحدًامن البشر، في ذات الوقت أنت الآن في طور عملية “ولادة جديدة فمولودك يتشكل ذكراً كنتَ أو أنثى وأنت هذه المره من ستتحمل كل تبعات عملية الحمل والوضع بالكامل .

فعلى قدر وعيك وأنت تخوض غِمار هذه الحياة وعنايتك بذاتك وروحك ورعايتك لنفسيتك سيكون مولودك بصحة جيده ،وستضعه دون عناء ،أو ربما سيُجهض وستبقى أنت أنت دون أن تتعرض لتغيير شخصيتك من جديد وستسلم من تبعات الولادة تلك.

أما إن كنت من الصنف الآخر الذي أهدر صحته النفسيه وهو يخوض بحار هذه الحياة المتلاطم وأستنفذ كل قواه وهو يحرك مجدافها الثقيل ،فعزائي الشديد لك ستتعب كثيرًا في حملك ووضعك وستضع مولودًا وإن بدى أكثر صحه منك أنت إلا أنه سيُتعبك في ولادته وستدفع خسائر جمه والمؤسف هذه المره أنك ستلد بمفردك ولن تسمع لمولودك صرخة حياة ،بل سيكون خروجك هده المره للحياة من جديد بدون زعاريد فرح بل بصمت لايُرى سوى نتاج مولود جديد يميل إلى الإكتفاء من كل شي من الشعور من الإحساس من المشاركه من التفاعل .

ستكون هذه المره مولودًا باردًا تمامًا من أي انفعالات وحتى من ردود انفعالات بلا ملاحم مُعّبره .

الأمور لديك متساويه ستكون شخصًا آخر حتى أنت لا تعرفك !!!

نصيحه أخيره قبل أن تضطر” أخي أختي “إلي الإنشطار عن ذاتك وتفقد القدره على التصالح معها أوصيك أعتني بنفسك جيدً ا اعرف مالك وماعليك، أعط ولكن بالقدر الذي لا تظلم فيه نفسك ،عش سلامك الداخلي واستمتع بنعم ربك التي تحيطك،، لا تُحّمل الأمور أكثر مما تحتمل .

ولا ترفع سقف توقعاتك بالمحيطين فهم بشر لهم ظروفهم وأمزجتهم. تصالح مع ذاتك ومع الحياة وأقنع بما أعطاك المولى وعش للكريم فلن يخذلك يومًا ولن يخيّبك .