نسينا فرنسا



إذا اقتربت الانتخابات الرئاسية يسعى غالبية المرشحين في الانتخابات الرئاسية لمحور حساس يثيرونه كالدِّين أو الأعراق أو حقوق الإنسان …..إلخ وذلك لحشد المصوتين من شعبه والناطقين بنفس لسان خبثه ، ليكسب أصواتهم التي تمكنه من الوصول لكرسي رئاسة الدولة أو الاستمرار فيها . أو أن الرئيس فعلا يريد أن يُشغل شعبه عن المطالبة بحقوقهم ، والسؤال المطروح هل رئيس فرنسا يحاول أن يستمر لفترة رئاسة أخرى على حساب الإسلام والمسلمين تمهيداً لانتخابات ٢٠٢٢ ؟ أو ليغطي على فشل دولته التي قيل عنها عظمى ، ومجرد فيروس أطاح بكيانها وطموح مواطنيها؟ أو ليغطي على المظاهرات التي استمرت وهددت بإنهاء فترة رئاسته مبكراً ، ولا عجب في اعتقادي أن رئيس فرنسا هو الوحيد في العالم الذي أسعدته الجائحة، لأنها جعلت (مرتدي السترات الصفراء) يعودون لمنازلهم مستسلمين للفقر ، وكيف لا ودولتهم أهملتهم وهم بكامل قواهم وقادرين على العطاء يصرخون ويتظاهرون ؛ فكيف بهم وهم طرحى  على الأسرة البيضاء لو مرضوا ؟

رغم أنهم حصلوا على تأجيل للقانون الذي فرضه ، والجائحة قد خففت من صخبهم على الغلاء ومستوى البطالة.

وتستمر اللعبة السياسية الانتخابية ولا سيما هناك كما في عديد من البلدان دون أن تتحلى بالشفافية ، وإنما باستغلال الفرص وربط أي حدثٍ مع ذاك وبقليل من نكهة الكراهية والدناءة تكتمل فعاليات المسلسل الفرنسي.

ما حدث ليس غريبا على فرنسا ورئيسها ، فرنسا التي كانت أول دولة في العالم تمنع المسلمات من ارتداء الحجاب على أرضها ، ولها تاريخ يشهد بالعنصرية ضد المسلمين، ولا أنسى تاريخها الذي يدمي القلوب فيما يخص الجزائر، إبان فترة استعمارها من فرنسا حينما حاولوا طمس معالم الدين الإسلامي واللغة العربية لغة القرآن.

وما كان الفرنسيون يفعلون بالمسلمين حينها بحجة قمع الثوار، بانتهاك أدنى معايير الإنسانية في معتقلات التعذيب لتنفيذ أجندتهم. واليوم أراهم يدّعون الحرية وحرية التعبير ولكنهم لم يتحرروا من الحقد الدفين في صدورهم على هذه الأمة حتى وقتنا الحاضر، وآخرها محاولة الإساءة لأشرف الخلق عليه الصلاة والسلام ومحاولة ربط الإسلام بالإرهاب وجعل ديننا دين الوسطية والسماحة إرهابا.

الإرهاب لا يقره عقل ولا دين ومحاولة ربطه بالإسلام أهدافها واضحة ولم تعد تخفى على أحد.

إن كان هدف رئيس فرنسا أن ينتخب مجددا سيفشل !! وأيا كان هدفه سيفشل!! والمقاطعة سوف تؤتي ثمارها وان غدا لناظره قريب !!! .

قريبا، سنرى صدى المقاطعة وقوتها كسلاح بارد بحرارة النار على مفصل فرنسا الاقتصادي والذي سبقه الرد السياسي من قيادتنا الرشيدة.

ستلقى فرنسا نتائج اعترافها بما تكنه للإسلام والمسلمين، لأن شعبنا العظيم والشعوب الإسلامية تكاتفت معا نصرة للنبي المختار صلى الله عليه وسلم وليس لنا عذر في النصر ، بل لنا الفخر ، رغم أن الذي تكفل بان يكفيه المستهزئين هو البارئ جل في علاه ، الذي رفع ذكره ، ودافع عنه وامتدحه في القران، واليه المنتهى والمصير وويل للظالم مما قدم.

أرى مقاطعة مليار مسلم لفرنسا ضربة موجعة وكأني أرى وقعتها عليهم ، رأيت الصور والتعليقات ، والنظم والأبيات ، وكثير مما أثلج صدري من العبارات ، ووجدت أن ما فعل رئيس فرنسا على مبدأ ما كان يفعله أوضع القوم في الماضي ليلفت الانتباه عن طريق استهداف أعالي القوم ورموزهم ليعرفه البعض ، ولربما رد أو نظر إليه عالي القوم ، فيرى وضيع القوم نفسه مغوارا، ولكن عالي القوم متنزه بنفسه عنه لأنه لا يراه سوى مجرد نابحٍ من بعيد، والتجاهل أحيانا سلاح قاتل ،قاطعنا فرنسا ، بل نسينا فرنسا، ولكن رب ضارة نافعة أشعلت المشاعر وغيرة المسلمين على قدوتهم صلى الله عليه وسلم وعلى دينهم.

ومن هنا لا أنسى أن أقول مذكرا وَمُوصِيًا كل مقاطع لفرنسا بصلة رحمه، وكل مقاطع لفرنسا أن يصل المصحف ، وكل مقاطع لفرنسا بإتمام الفرائض والاجتهاد في السنن ، وكل مقاطع لفرنسا بحسن الخلق مع أخيه المسلم، وكل مقاطع لفرنسا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة والسير على نهجه، واستذكار سيرته العطرة، وألا ننسى قوله صلى الله عليه وسلم لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ.

واستحضار النية ، سائلا الله العزيز القدير أن يرزقنا شفاعته وورود حوضه.