شتاء مُمطر ..



بقلم | عبير الحارثي

هاهي أنسام الشتاء قد هبت مع بداية تشرين الأول ومعه عصفت بنا الذاكرة لليالي الشتاء البسيطة في كُلِ بيت التي لم نعلم بأنه ستبدأ معها قِصصٌ كثيرة لو علمناها لصبرنا حتى أرتوينا صبراً على أمل لقاء بعد سنوات طويلة فقد مللنا الصمت ، حتى نطقت الأوراق والأقلام وقطرات المطر بأنه استمري ولن يوقفك أحد.

وبالفعل حدث كما يحدث في كُلِ القصص حُب من أول نظرة ، تمسك ، تعلق وأخيرًا هيام ، فأنا وقلمي نراقب بصمت ونتشارك القصص والهموم حتى تعلقنا ببعضنا البعض فأستمر التعلق إلى 11 عاماً ثم حصل الاستسلام فالضوء لا يمر على كتاباتي والطريق المظلم طويل مشيت كثيراً دون رؤية بقعة ضوء في نهايتها ، نعم الثقة موجودة ولكن هنالك نقطة مهمة هي الإستمرارية والإحتكاك بالكُتاب والنقاد والتشجيع وأخيراً الجمهور هذا عربون لإنتاج الكثير من الكلمات الجميلة التي ستخلدونها لنا في كُلِ صورة تلتقطونها أو في مواقف تمر بكم فتستخدمونها على أمل كسب أو إصلاح شئ .

أما آن الآوان باكتشاف كُتاب كُثر كادوا أن يصبحوا وليام شكسبير أو تشارلز ديكنز ولكن قلة الدعم والعقبات الغير مبررة والشروط جعلت من أوراقهم تتطاير أدراج الرياح في شتاء هبت عاصفته عليهم بقوة ولم يجدوا من يسندهم حتى تغلب عليهم الإستسلام ، فالحمد لله بإن الشتاء عندما يهب علي يأتي معه المطر وبشائر الخير دائماً فسكونه التام نطق ونافذتي المغلقة فُتحت وهجراني لقلمي لم يستمر فالفرج أتى وإذا بكلماتي تُكتب وتنشر ورائحة القهوة بدأتُ أشتمُها وأشعر بمرارتها ودفئها فقد أنتهى زمن السبات وحال لساني يردد (فلتمطر علينا أيها الشتاء ..أحلاماً وأماني طال إنتظارها في السماء )، وإذا بقلمي يعزف سيمفونية أحرفه على أمل بأن نكون جزء من معرض الكتاب الدولي شتاء مُمطرة فالأمل حق للجميع .

يقول الشاعر :

خل الأمل ينبت ولا تدفن الورد .. حلو الأماني تعطي الناس راحة

تراك لولا الصيف ماتعشق البرد .. ولولا الأمل ضاقت عليك المساحة .