ودِّعْ الليل ..



بقلم | نسيبة علاوي

هل استولى عليكَ يومًا السواد؟!
و تلطختْ أيامك بظلال الهالات ؟!

هل اشتعلت الحرائق في أطراف ذاكرتك فخلَّفت طعمًا في أيامك رمادي الأمسيات؟!

و هل سادت العتمة في أرجائك فتلبستْ ما ترتديه و ما تقوله و حتى العادات ؟!

إذن .. فقد اقترب بزوغ فجرك من حيث العتمْ  فما طال ليلٌ إلا و اعتلاه صُبح آت ..

عليك فقط أن تستيقن ذلك، و ألا تخضع لإستبداد السوادْ، بمجرد أن يأذن قانون الكون بذلك .

قم و دع خيوط الفأل تداعب الصباحات و اغتسل بضوء الفرج الرقراق و انسقْ لنداء الكون النابض بالحياة كشرنقة حطَّمت تابوتها المعتم و حطَّت فراشة على أول زهرة نادتها للنجاة.

جانب كل ما أذبلك و اسقِ أغصان قدرك بماء الرضا حتىٰ تصل لجذورك اليائسات و لتكف أخيرًا عن الإيغال في عمقٍ مجهول باحثةً عن فُتاتْ!!

ستتزود من يقينك و ستمتص الحياة من إيمان ستصنعه من شمسك و هواءك و غذاء روحك بكل أناتْ..ستغدو شجرتك فيأً خصبًا مباركًا لكل عابر و سيستحيل الممات ..ستُلهِم ستُظِل ستُطعِم ستُريح ستكون علمًا تنتهي عنده السبل و تبدأ به الهمَّات، ستغدو كالنبوءة كحلمٍ لم يُطَلْ، شعشع فما خُلقتَ للعدم و اختر التفتح في كل البرازخ و الحيوات ، اختر التحليق فما أجدرك بالسماوات .