أنا رجل أمن



في مملكتنا مترامية الأطراف والتي تبلغ الترتيب الحادي عشر ضمن أكبر دول العالم مساحة، ولضرورة وسائل المواصلات ولا سيما البرية منها ، سواء وسائل النقل العام أو الخاص، قامت دولتنا الرشيدة مشكورة بإنشاء شبكة طرق على أرقى المستويات ولا زلنا نطمح في المزيد والتي تربط بلدنا القارة شرقه بغربه، وشماله بجنوبه، وللمحافظة على سلامة مرتادي هذه الطرق قامت وزارة الداخلية ممثلة في إدارة المرور بسن قوانين المرور حفاظاً على النظام العام وحفظاً للأرواح والممتلكات، وازدادت الحاجة له في ظل النمو السكاني المتزايد وتمكين المرأة من القيادة ووجود عدد لا يستهان به من الوافدين وامتلاكهم للمركبات، ما جعل من الضروري بناء على هذه المعطيات بالإضافة إلى نسبة الوفيات العالية جراء الحوادث المرورية في المملكة اتخاذ إجراءات حازمة ضد كل مخالف لأنظمة المرور.جميع الأنظمة بَدَأَ بنظام ساهر للسرعة ثم لمراقبة استخدام الأجهزة المحمولة وربط حزام الأمان وانتهاء بتغيير المسارات، ما جعل من المهم التقيد بالسرعات وارتداء الحزام ومما يجدر التنبيه إليه هو مسار التوقف عند الإشارات الضوئية، فلم يعد بالإمكان تغيير المسار عند الإشارة الضوئية والى فستعد مخالفة رغم أنها ستقضي على كثير من الظواهر الغريبة التي كنا نراها يوميا عند الإشارات. وتقضي على ترنح بعض المركبات في المسارات العامة وكأننا في حلبة (فورمولا ١).

لكنني لازلت أستغرب من البعض عند سن بعض الأنظمة المرورية محاولة تلافي المخالفة ، ولكن ليس باتباع النظام ؛وإنما بطرق أخرى كطمس اللوحات وربما مسحها بطريقة ما ، أو شراء الزجاج العاكس الأمامي والذي بلغ سعره بضعة الإف لكي لا تتمكن عدسة ساهر من التقاط المخالفة داخل السيارة ، الغريب أن اتباع النظام مريح للجميع، وأكثر توفيرا من الدفع في الطرق الملتوية.

كما أن رجال الأمن بالمرصاد لكل متلاعب بالمركبة ولوحاتها وقد تكفل النظام بعقوبة مغلظة لهم، فلا تعرض نفسك والآخرين للخطر، وأبسط حل من وجهة نظري المتواضعة رغم أنني حصلت على مخالفتي استخدام للجوال الشهر المنصرم ، ولكن رب مبلغ أوعى من سامع فأقول :

(اجعل الوقت لك وليس عليك) الذهاب مبكرا قبل المفترض بعشر دقائق وكذلك أن تجعل حزام الأمان عادة وتدرك أهميته،وان لحظة غفلة عن الطريق قد تسبب حادثا مميتا لك أو لغيرك وأكثر ما يشغل قائد المركبة هو الجوال. ولكن يمكن تثبيته واستخدام السماعات أو استخدام جهاز ملاحة السيارة عوضاً عن الجوال والاكتفاء بالتوجيه المسموع.

لا تتخذ الخيارات المفاجئة أثناء قيادتك واجعل القيادة فنا وأنت أحد مبدعيه ولا تنسى أننا رجال أمن .

أنا رجل أمن وأنت كذلك ومسؤوليتنا الإبلاغ عن المستهترين والمتهورين وكذلك طامسي اللوحات.

وانقل لكم ما كان والدي رحمه الله يقول (اعتبر نفسك السائق الصاحي وبقية السائقين مجانين) وذلك من زيادة الحرص أثناء القيادة وأخذها بجدية.

وأخيرا إذا التزمت أنا وأنت وتعاملنا مع القيادة بجدية فهذا يجعل مني ومنك قادة مثاليين وقدوة لغيرنا ولا سيما صغار السن بعيدا عن جوانب الطريق مصابين بأحد الحوادث لا قدر الله .