” مدرستي ” منصة حولت المستحيل إلى واقع



جاءت جائحة كورونا و توقف العالم بأسره عن العمل و التعليم ، الشوارع أصبحت خالية و المدارس من طلابها و معلميهم خاوية ، كل المؤشرات كانت تتجه صوب توقف التعليم و منح المتعلم إجازه حتى إشعار آخر ، و لكن في مملكة التقدم و الحضارة كان الوضع مختلف حين أوجدت منصة ” مدرستي ” منصة تعليمية مجانية يشارك فيها المعلم و المتعلم و ولي الأمر من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر و الأجهزة الذكية ، منصة مجانية تُقدم من خلالها الدروس عن بُعد كانت بمثابة تحدي كسبه المعلم و اتقنه الطالب ليكون فخراً للوطن .

تغير المكان و بقي الزمان شاهداً على نجاح المملكة و شعبها في تحدي جائحة كورونا و استمرار التعليم عبر منصة ” مدرستي ” .

أعلنت وزارة التعليم عن بداية العام الدراسي عن بُعد و بدأت الأُسر في الاستعداد لهذا العام الدراسي بشكل مختلف ، حيث بدأت بتجهيز أماكن مهيأة للتعلم داخل المنازل و توفير جميع المتطلبات التقنية و الدراسية لذلك ، و مع هذه الانطلاقة شهدت محلات بيع الأجهزة الذكية نشاطاً كبيراً تنوع بين شراء الأجهزة و صيانتها و تقديم الخدمات الإلكترونية وسط ارتفاع ملحوظ للأسعار أدى لتذمر عدد من المواطنين و المقيمين فيما أكد أصحاب هذه المحلات أن سبب ارتفاع الأسعار يعود لرفع السعر من قبل الموزع و لصعوبة توفيرها في الوقت الحاضر ، فيما امتنع آخرون عن التعليق على ارتفاع أسعار الخدمات الإلكترونية .

بدأت الدراسة و ظهرت بعض المشاكل التي تتعلق بجودة الإتصالات و العديد من الأمور التقنية التي تصدّت لها وزارة التعليم و الجهات المعنيه و استطاعت في وقت قياسي تجاوز كل العقبات في سبيل استمرار العملية التعليمية بكل يسر و سهولة .

هذه الخطوات كانت بمثابة مكرمة وطنية لكل من يعيش على أرض هذا الوطن الغالي فكانت كلمات الشكر هي أول ما ينطق به المواطن و المقيم عند سؤالهم عن منصة ” مدرستي ” ، حيث أن استمرار العملية التعليمة و المحافظة على صحة الجميع كان أمراً صعباً و لكن الله سخر لهذا البلد من يعمل على تذليل هذه العقبات و العمل بكل أمانة و صدق للإرتقاء بالعملية التعليمية .

من خلال سؤالنا لعدد من المشاركين في منصة ” مدرستي ” كانت الإشادة تطغى في إجاباتهم مع وجود بعضا من الملحوظات على سير العملية التعليمية نوجز لها من خلال حديث الأستاذ محمد الأحمري و هو معلم متقاعد و ولي أمر فقد ذكر أن الحي الذي يسكنه يعاني فيه الأهالي من ضعف اتصال شبكة الإنترنت مما اضطر ابناءه لمتابعة الدروس عبر قنوات عين التلفزيونية التي يرى أن التفاعل فيها أقل من منصة ” مدرستي ” ، وليد الزهراني طالب في الصف الثاني الثانوي أكد أنه مستمتع بتجربة التعلم عن بُعد و لكن وجود الطلاب في فصل واحد و التفاعل يخلق جوًا أكثر ملائمه للتعلم و هذا ما يفتقده في منصة ” مدرستي ” ، و لأن المعلم هو الركن الأساس كان لنا لقاء مع الأستاذ فهد الحارثي الذي تحدث عن هذه التجربة بأنها إنجاز للوطن و ملحمة للتأريخ انتصر فيها حُب الوطن و المحافظة على صحة المواطن و المقيم و أكد أن منصة مدرستي نقلة نوعية للتعليم من وضعه التقليدي إلى الوضع العصري الذي يتواكب مع رؤية المملكة 2030 متمنياً استمرار التعليم عبر منصة ” مدرستي ” حتى بعد العودة لمقاعد الدراسة حضورياً من خلال تنفيذ الواجبات و بعض الاختبارات عن طريق المنصة ، عبدالله الشهري موظف حكومي و له رؤيه مختلفة حيث رأى تقليص اليوم الدراسي للمرحلة الابتدائية أو تعديل موعد بدايته و استبعاد بعض المواد من جدول الحصص الأسبوعي أو دراستها لمدة معينة فقط خلال الفصل الدراسي .

من خلال سؤالنا للعديد من مستخدمي منصة ” مدرستي ” خلصنا لعدد كبير من الإيجابيات و لم تخلو الإجابات من بعض السلبيات ، و كانت أبرز الإيجابيات التي تم ذكرها هي استمرار التعليم مع المحافظة على صحة المواطن و المقيم و تجربة التعليم باستخدام التقنية و الأجهزة الذكية و التقليل من الازدحام المروري و الحوادث المرورية و كذلك خلق منظومة تعليمية متطورة تساير التقدّم العالمي المتسارع إضافة إلى اكتشاف البراعة الرقمية للطلاب.

فيما كان الحديث عن السلبيات حول سوء شبكة الإنترنت في بعض الأماكن و ارتفاع أسعار الخدمات الإلكترونية و الأجهزة الذكية و مواعيد تدريس المرحلة الابتدائية .

و خطورة استخدام الأجهزة لساعات طويلة على الطلاب و الطالبات إضافة إلى عدم التفاعل المباشر مع المعلم مايتيح فرصة للطالب المتهاون في الإنشغال بامور أخرى في ظل غياب المتابعة الأسرية.