نتائج سريرية تبشر بفعالية لقاح “فايزر وبايونتيك”ضد كورونا بنسبة 90%
أعلنت كل من شركة “فايزر” الأمريكية و”بايونتيك” الألمانية أن اللقاح ضد فيروس كورونا الذي تعملان على تطويره “فعّال بنسبة 90%”، بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الجارية حالياً، وهي الأخيرة قبل تقديم طلب ترخيصه.
ويأتى الإعلان في وقت تسجل فيه الإصابات بفيروس كورونا ارتفاعا كبيرا حول العالم مع إرغامه ملايين الأشخاص في العالم للعودة إلى تدابير الإغلاق وزاد من الأضرار اللاحقة بالاقتصاد. كما ساهم بارتفاع كبير في البورصات الأوروبية وفي أسعار النفط، وقد سجل سهم فايزر ارتفاعا بنسبة 15% قبل الفتح في بورصة وول ستريت.
وأظهرت النتائج الأولية، توفير حماية للمرضى بعد سبعة أيام من تلقي الجرعة الثانية و28 يوماً من تلقي الجرعة الأولى.
وتوقعت الشركتان توفير ما يصل إلى 50 مليون جرعة من اللقاح في العالم العام 2020 وحتى 1,3 مليار جرعة العام 2021.
وقال رئيس شركة فايزر ومديرها العام ألبيرت بورلا في بيان: “بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء (تفشي) أسوأ وباء منذ أكثر من قرن، نعتبر أن هذه المرحلة تمثل خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للعالم في معركتنا ضد كورونا”. مضيفا: “المجموعة الأولى من نتائج المرحلة الثالثة من تجربتنا للقاح، أعطت الدليل الأولي على قدرة لقاحنا على الوقاية من كوفيد-19”.
ترخيص معجل في الأسبوع الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر
وبوشرت المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على اللقاح الجديد “بي إن تي 16بي2” نهاية تموز/يوليو بمشاركة 43538 شخصا حتى الآن تلقى 90 % منهم الجرعة الثانية في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.
وأكدت فايزر أنها تجمع بيانات سلامة لمدة شهرين بعد الجرعة الأخيرة وهو شرط من إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية للحصول على الترخيص العاجل الذي تتوقعه في الأسبوع الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.
وأكد بورلا “أننا نتطلع إلى مشاركة المزيد من البيانات المتعلقة بالفاعلية والسلامة المستمدة من آلاف المشاركين في الأسابيع المقبلة”.
ترحيب من قبل العلماء ولكن بحذر
وتنوي الشركتان توفير بيانات عن تجارب المرحلة الثالثة كاملة ليراجعها العلماء، لكن بعضهم رحب من الآن بالنتيجة وإن بحذر.
وفي هذا الإطار، أشار مايكل هيد كبير الباحثين في مجال الصحة العامة في جامعة ساوثمبتون في إنكلترا إلى “إنها نتيجة ممتازة للقاح من الجيل الأول”.
واعتبر بيتر هوربي أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في جامعة أكسفورد أن إعلان فايزر “يشكل نقطة تحول” في الجائحة.
لكن البعض الآخر توقع مشاكل لوجستية كبيرة في إيصال اللقاح إلى الجميع خصوصا أنه ينبغي المحافظة عليه باردا جدا ويحتاج إلى جرعتين لدعم المناعة.
لقاح يعمل من خلال مقاربة جديدة
ويعتمد اللقاح على الناقل “آر إن إيه” أو “إم آر إن إيه” وهي مقاربة جديدة للحماية من الإصابة بالفيروس.
وخلافا للقاحات التقليدية، التي تعمل على تدريب الجسم للتعرف على البروتينات التي تنتج العوامل المرضية، وقتلها فإن “إم آر إن ايه” تخدع النظام المناعي لدى المريض لدفعه إلى إنتاج بروتينات الفيروس بنفسه.
والبروتينات غير مؤذية لكنها كافية لتوفير استجابة مناعية قوية.
وستقيم الدراسة قدرة اللقاح هذا على الحماية من كورونا لدى مرضى سبق وأصيبوا بالفيروس فضلا عن الوقاية من الإصابة بشكل قوي جدا من الفيروس.
42 تجربة سريرية على لقاحات أخرى
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر وجود 42 تجربة سريرية على لقاحات بينما كانت 11 في منتصف حزيران/يونيو.
وباتت عشر منها في المرحلة الثالثة التي تختبر فيها فعالية اللقاح على نطاق واسع بمشاركة عشرات آلاف الأشخاص في قارات عدة.
وتجري شركة “موديرنا” الأمريكية ومختبرات صينية عامة وجامعة أكسفورد وشركة “إسترازينيكا تجارب على لقاحات باتت في مراحلها النهائية أيضا.
وسجل لقاحان روسيان مضادان لكوفيد-19 للاستخدام حتى قبل استكمال التجارب السريرية لكنهما لم يلقيا قبولا واسعا خارج روسيا.