التعليم الأهلي بين خيارات المنصات الرقمية “الأسباب والدوافع”



أصدرت وزاره التعليم قرار اعتماد منصة مدرستي الرقمية لاستمرار عملية التعليم عن بُعد على أن يكون خيار استخدام منصة مدرستي هو الخيار المعتمد لجميع صفوف المراحل الدراسية للمدارس الحكومية في جميع أنحاء المملكة، مع ترك المجال مفتوحاً في خيار اختيار منصة مدرستي أو منصات تعليم خاصة للمدارس الأهلية.

وبناء على هذا القرار فقد اعتمدت عدة مدارس أهلية في منطقه تبوك منصة مدرستي خياراً في التعليم الإلكتروني وفي هذا التحقيق نقف على أسباب اختيار ملاك المدارس الأهلية العمل على منصة مدرستي بدلاً من المنصات الخاصة وموقف المستفيد منها والدوافع المرافقة لاستمراريتهم العمل عليها.

بداية نلتقي مدير مكتب التعليم الأهلي بمنطقة تبوك خالد بن علي العمري الذي أفاد بسرعة تجاوب الملاك في اتخاذ القرار الذي يخدم أهدافهم التعليمية ودليل ذلك اعتماد منصة مدرستي أكثر من 25 مدرسة من المدارس الأهلية في تعليمها الرقمي, وأرجع ذلك لعدة أسباب منها اقتصادية وتقنية وأمنية ولما وفرته المنصة من مميزات وأدوات وخدمات تعليمية متطورة، وما تميزت به من الوضوح و السهولة في التعامل معها و استمرار التحديثات التقنية وتوفير الأمان العالي المستوى المصاحب لهذه المنصة كونها تحت مظلة وزارة التعليم، خاصة أنّ الوزارة مشكورة تركت المجال مفتوحاً للتعليم الأهلي في استخدامها.

كما أوضح مشرف تعليم أهلي بالمكتب محمد الراشد أنّ هناك عدد من المدارس الكبيرة والتي تُعد من أقدم المدارس الأهلية بالمنطقة وتضم جميع المراحل الدراسية بنين وبنات قد اعتمدت منصة مدرستي خياراً مميزاً عن المنصات الخاصة مشيراً إلى أن اجمالي عدد الطلبة المستفيدين من منصة مدرستي بلغ حوالي (1908) طالب وطالبة وعدد المستفيدين من المعلمين والمعلمات بلغ عددهم (356) معلم/ة مؤكداً على أن العدد يُعد مؤشراً ايجابياَ على المميزات التي تتمتع بها منصة مدرستي وخدمتها لشريحة من مجتمعات المدارس الأهلية ومن ضمنها مدارس تربية خاصة.

وفي هذا السياق قالت :حصة العنزي – مالكة مدارس أهلية: لعل أكبر دوافع اعتمادنا لمنصة مدرستي في تعليمنا هو الثقة العالية بوزارة التعليم والتي تعمل جاهدة على استقرار العملية التعليمية في البلاد وقدرتها على ايجاد الحلول لأي مشكلة ستواجه المنصة مستقبلاً، مشيرةً إلى نجاح هذه المنصة التعليمية كان واضحاً من خلال أدلة توضيحية وآلية عمل قوية وهادفه تم نشرها بصورة واسعة وتوعوية من قبل وزارة التعليم قبل البدء بالعام الدراسي.

بينما يرى حامد بن عايش الحمدي- مشرف عام مدارس أهلية بإحدى محافظات المنطقة – أنِّ منصة مدرستي كونها اعتمدت في انشائها على قاعدة قوية اتخذت من حصيلة تجربة سابقة وخبراء داعمين وتنوع أوعية القنوات المغذية لها مما كان له الأثر الدافعي في اعتمادها من قبل ملاك المدارس لافتاً إلى تمتعها بمزايا منها: سهولة الاستخدام للطالب والمعلم والقائد وولي الأمر واحتوائها على بنك اثرائي للمعلومات، كما أنها تعتمد في تشغيلها على برامج قوية الأمان كالأوفيس 365 والتيمز وهي تفوق المنصات الخاصة.

 فيما علل مازن العمري – قائد مدرسة أهلية اتفاقه مع المالك في اعتماد منصة مدرستي بأنها تتميز بعدة ايجابيات منها سهولة تعبئة بيانات المدرسة والطلاب والمعلمين والجداول وغيرها من البيانات المهمة لأي مدرسة قائمة , كما تتمتع بصفحة رئيسية واضحة ومكتملة تساعد قائد المدرسة سهولة الاطلاع على جميع التقارير ومدى الانجازات ووضع الإعلانات بكل سهولة مؤكداً أن الجميع اكتسب من خلالها خبرة تقنية غير مسبوقة وفي وقت قياسي.

وأكد محمد العمري – قائد مدرسة أهلية بأن منصة مدرستي ساعدت في رفع المستويات التقنية الثقافية والعلمية والاجتماعية بين الأهالي وابنائهم، كما أنها ساعدته في سد النقص في الهيئات التدريسية في مختلف المجالات ، مشيراً إلى أنها تقوم بتقديم الدعم الكامل من المؤسسات التدريبية لإنتاج تعليم فعّال من خلال وسائط وتقنيات تعليم مختلفة ومتعدده.

وفي هذا السياق أكدت هدى القاضي – قائدة مدرسة أهلية – بأن منصة مدرستي تحاكي المدرسة الواقعية بكل مزاياها وتتمتع بإمكانية استفادت مستخدميها من المصادر التعليمية المتاحة بها والتي تشمل شروحات عبر الفيديو والمصادر الثلاثية الأبعاد كما أنها ثرية بما تحتويه من التقنيات التي وفرتها الوزارة مما كان له الأثر في اتفاقها مع رأي المالكة في اعتماد منصة مدرستي بديلاً من أي خيار آخر مطروح لوضوح رؤية وزارة التعليم المستقبلية في المنصة واستخداماتها مما يعين القائد على آداء مهامه بخطوات منظمة متسقة مع آليات استخدام المنصة وأنها بذلك حظيت منصة مدرستي عن غيرها من المنصات الخاصة الأخرى بالاستقرار .

وعن تجربة أولياء أمور الطلاب مع استخدام المنصة واستقرار مقاعد أبنائهم الدراسية في مدارس خاصة معتمده لها دون الإنتقال الى أخرى خاصة بمنصة مختلفة: أكد عدد منهم أنها حظيت بثقتهم معربين عن سعادتهم بممارسة هذه التجربة ومشاركة أبنائهم لغيرهم من ذوي القرابة الدارسين بمدارس حكومية ,إذ أكد ولي أمر الطالبة: تالين علي الغامدي والتي تدرس بمدرسة أهلية أن منصة مدرستي وفرت على أولياء الأمور الجهد والوقت في متابعتهم من خلال مدرسة افتراضية بكافة مرفقات المدرسة الواقعية مؤكداً أنّ ابنته سعيدة بهذه المنصة والتي تبذل من خلالها وزارة التعليم جهود كبيرة للمحافظة على بيانات مستخدميها مما يشعرهم بالأمان أكثر من المنصات الأخرى.

بينما لفتت والدة الطالب: سطام بن أحمد الحويطي – ابتدائية أهلية تربية خاصة بأن من أبرز ايجابيات منصة مدرستي لابنها ذو الاحتياجات الخاصة أنها وفرت له مواصلته واستمرارية تعليمه بكل أمان صحي واستقرار أسري في ظل هذه الظروف .

وأضافت: إنها بحق مدرسة متكاملة يتلقى بها ابني المعارف كما يلتقي بزملائه ومعلماته بأبسط الطرق، وزادت : المنصة منجز جبار تشكر عليه وزارة التعليم والقائمين على تطويره وتحسينه وفرصة لي كأم تبادل الخبرات مع شريحة كبيرة من أمهات بمثل وضع ابني وبنفس المنصة التعليمية .

واستطرد ولي أمر الطالب عبد الله بن راجح المشيخي – طالب بمدرسة أهلية أن منصة مدرستي ربطت الطالب مع المدرس في شرح الدروس والتواصل الصوتي والمرئي وبخبراته كمعلم، كما ربطت الطالب مع زملاءه في المشاركة الجماعية والتنافس بين الطلاب للتفوق وشجعت الطالب على المشاركة بحضور ولي الأمر كما وفرت لولي الأمر امكانية الإطلاع على مستوى ابنه ومتابعة مستواه وحضوره من غيابه في أي وقت وأنه يشارك أولياء الأمور من زملائه في المدارس المعتمدة هذه المنصة التحديثات المتعلقة بولي الأمر والمستجدات في ذلك.

واضاف ولي أمر الطالب: محمد بن عبده سلامي – طالب مدرسة أهلية بأنه سعيد باستخدام ابنه منصة مدرستي فهي تتمتع بسهوله الدخول إليها ومتابعة الواجبات والاختبارات والدروس المسجلة من قنوات عين التي يمكن الرجوع إليها في أي وقت والإستفادة من الشروحات المقدمة فيها وأكسبت ابنه مهارات استخدام الحاسب الآلي والأجهزة الذكية مما ساعد في التطور والتواكب مع المرحلة الحالية وتعلم الطالب الاعتماد على الذات والاهتمام والجدية في البحث عن المعلومة.

ونقل ولي أمر الطالب: محمد بن عواد العطوي – طالب مدرسة أهلية تجربته مع متابعة ابنه في المنصة بأن مزاياها العلمية والتقنية والأمنية المتعددة عالية المستوى ساعدته في مواجهة تحديات الحد من نسب الغياب والتسرب الدراسي في ظل هذه الظروف الراهنة، ووفرت لابنه المزيد من الخبرات في مجالات متنوعة كان من أهمها المجال التقني، وقال: تتمتع المنصة بإمكانية حصول ابني وأقرانه على فرصة التعليم متخطين جميع المعوقات الاقتصادية والجغرافية كما بنت جسوراً من الصداقة خلف أجهزة الحاسوب بين الطلاب.

وذكر أحد أولياء الأمور أنّ ظروف عمله الحالية والتي تضطره الى التنقل بأسرته بين القرى والمحافظات خلال هذه الفترة وارتباطهم بمدارس خاصة معتمدة منصة مدرستي وما توفره من مرجعية فيما يواجه المستخدمين من عقبات عن المنصة ساعدهم في تخطي العديد مما واجههم من عقبات جغرافيه.

وعبرت الطالبة تولين بنت علي عسيري-طالبة بإبتدائية أهلية: عن استفادتها بالتعليم عبر منصة مدرستي وقالت: ” كان لمنصة مدرستي دور مهم في اتقاني استخدام الحاسب الآلي والبريد الإلكتروني وانشاء الايميلات وطرق الإرسال الإلكترونية، وحفظي لرقم هويتي الوطنية ومعلوماتي المهمة ,كما عرفتني المنصة بكثير من البرامج التي لم أكن أعرف عنها شيئاً من قبل كالتميز والمايكروسوفت وأنا اعمل عليها بأمان كما استطيع أن اتابع مع زميلاتي في كثير من المدارس الحكومية المناقشة في أي أمر متعلق بالمنصة.

بينما قال الطالب يوسف بن أحمد – طالب مدرسة أهلية – منصة مدرستي سهلت لي التعارف على زملائي الجدد ونقل الخبرات بيننا وصقلت العديد من مهارات التواصل الفعال لدي والتعليم الذاتي إذ اتعاون مع زملائي عن طريق هذه المنصة.

وأسرد الطالب: سالم بن محمد العطوي بأن المنصة أسهمت في استشرافه المستقبل ورغبته في التعلم التقني وأن منصة مدرستي مكنتني من خدمة وطني من خلال معرفتي بالحجم الكبير الذي يقدمه وطني لخدمتي.

وختاماً ومن خلال تجارب مستخدمي منصة مدرستي نرى أنها صنعت عالماً علمياً وتقنياً كبيراً ومختلفاً تميز بالتكامل المنطقي والإيجابي بين جميع الأطراف المعنية فتعدد المعلومات المنهجية والإثرائية ساعدت في اكساب المهارات وجعلت البعيد قريباً كل ذلك في إطار أمني واثراء معلوماتي ممتع وجذاب، ونقلت المدرسة الواقعية إلى مدرسة افتراضية تحاكي الواقع بكل عناصره وفصوله واجتماع الطلاب مع معلميهم وكأنهم في جنبات مدارسهم، وأتاحت للجميع الاستخدام الأمثل للتقنية والتعليم دون تميز أو تفرقة بين طلاب التعليم العام والأهلي.